2025-02-18 06:02:00
عائلات تأمل في إنهاء الصراع الكردي في تركيا
الأمل في السلام
في مدينة ديار بكر بجنوب شرق تركيا، تعيش عائلات تتوق إلى إنهاء الصراع الذي دام لأكثر من أربعة عقود بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني (PKK). بين تلك العائلات، أم تبكي على ابنتها المراهقة التي سقطت قتيلاً برصاصة قناص تركي، وأب ينوح على ابنه الذي قُتل على يد مقاتلي PKK. تلك العائلات تأمل أن تنجح الجهود الجديدة للسلام التي تدعمها الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان.
مأساة عائلة كوجر
تحكي فاهريه كوجر (63 عامًا) عن صورة ابنتها روزيرين التي تُظهرها في زي المدرسة، حيث قُتلت خلال اشتباكات عنيفة بين المقاتلين وقوات الأمن في يناير 2016. كانت روزيرين، التي عُرفت بشغفها بالتصوير الفوتوغرافي، قد ذهبت إلى حي سور لجمع أوراق الامتحانات من أصدقائها، عندما قررت السلطات تقليص فترة الاستراحة المفروضة خلال حظر التجوال. وفي خضم تجدد القتال، وجدت نفسها عالقة في منطقة خطرة.
تقول والدتها إن ابنتها لجأت إلى منزل زوجين مسنين، لكن عندما حاولت مغادرة المنزل، أُصيبت برصاصة قناص. بينما علمت الأسرة بخبر وفاتها عبر نشرة أخبار، استغرق الأمر خمسة أشهر، وعدة احتجاجات، وإضراب عن الطعام حتى تمكنوا من استعادة جثتها.
آمال في إنهاء الصراع
تتحدث كوجر بحزن عن لبس ابنتها للزي المدرسي الذي يحمل شعار "الجمهورية التركية"، مؤكدة أن الفتاة لم تكن ناشطة سياسية وأن حلمها كان أن تصبح طبيبة نفسية لمساعدة مجتمعها. يُتوقع على نطاق واسع أن يدعو عبد الله أوجلان، مؤسس PKK المسجون، أنصاره إلى إلقاء السلاح في الأسابيع المقبلة، مما يمنح الأمل للعديد من العائلات لإنهاء النزاع والحيلولة دون أن تعاني عائلات أخرى من الألم.
مأساة عائلة كايا
في مقاطعة ماردين المجاورة، يتذكر سحموز كايا (67 عامًا) كيف قُتل ابنه فيدات، ضابط الشرطة، الذي خُطف على يد مقاتلي PKK في يوليو 2015. وقد عانت العائلة شهورًا إلى أن شاهدوا فيديو يُظهره في جبال قنديل في شمال العراق. بعد ست سنوات من البحث والسعي للإفراج عن ابنه، تلقوا مكالمة مدمرة تُخبرهم بأن فيدات هو أحد "شهداء غارا"، الذين قتلهم PKK في منطقة غارا بالعراق.
يتحدث كايا عن الألم والمعاناة، قائلاً إن ابنه اعتُقل لكونه يقوم بعمله، ويشعر بخيبة أمل تجاه العملية السياسية الحالية التي يُعتقد أن الحزب المؤيد للأكراد (DEM) له علاقات بـPKK. يقول كايا: "عائلات الشهداء مفجوعة. يكفي من الألم".
دعوة للسلام
بينما يستمر العنف في الانحسار، تأمل العائلات من الجانبين أن تكون هناك جهود حقيقية نحو السلام. تُعبر فاهريه كوجر عن أمنيتها بإنهاء إراقة الدماء وتقول: "أنا لست وحدي، نريد وقف إطلاق النار".
علامات الأمل
تشير التقارير من مجموعة الأزمات الدولية إلى أن العنف في تركيا سجَل أدنى مستوى له منذ عام 2015، مما يترك بعض الأمل لدى السكان، إذ يقول البعض "على الأقل يمكننا التنفس قليلاً الآن". تُعبر العائلات عن أملها في أن تنجح هذه المبادرات، لكن ثقتها في العملية لا تزال هشة.
علامات من الأمل
تندرج هذه الحكايات ضمن محاولة أكبر لإنهاء دوامة العنف المستمرة وتأمل العائلات أن تكون الفترة القادمة فترة سلامٍ واستقرار دائم.
الوسوم: #السلامفيتركيا #النزاعالكردي #دياربكر #أسر_الشهداء #PKK