غزة تستقبل رمضان بأجواء مفعمة بالفرح الحزين والذكريات المؤلمة بعد الحرب

2025-03-03 12:18:00

غزّة تستقبل رمضان بين الفرح الحزين والافتقاد المستمر

التحضيرات والانتظارات في غزّة

في شوارع مدينة غزة المكتظة، مشغول أحمد دبان بإعداد زينة رمضان على بسطته. كان دبان مهندسًا كهربائيًا، لكنه الآن يكسب رزقه من بيع الحلويات مثل القطيط، وهو حلوى تقليدية يُتحضر في رمضان، بعد الحرب الإسرائيلية المدمرّة التي تعرض لها قطاع غزة. يقول دبان البالغ من العمر 23 عامًا: "أنا محظوظ لأنني وجدت عملًا يسمح لي بمشاركة الفرح وكسب العيش، حتى تفتح الحدود وأستطيع العودة إلى عملي". يشير دبان إلى أن رمضان هذا العام يأتي في ظل هدنة هشة عقب 15 شهرًا من القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 48,000 فلسطيني وتدمير واسع النطاق.

"رغم الألم لفقدان أخي وتدمير منزلي، أحاول أن أبقى متفائلاً وأشارك الفرح مع من حولي". عانى دبان من خسارة أخيه ومنزل أسرته خلال الحرب، ومع ذلك، لا يزال يبذل جهدًا لزيارة الأقارب أينما كانوا في المدينة. ويضيف: "أكبر أمنيتي هذا رمضان هي أن لا يعود الحرب، وأن يسود السلام والبركة بين الناس في كل مكان".

تأثير الحرب على الاحتفالات

يعتبر رمضان هذا العام مرجعية مختلطة للحزن بسبب افتقاد الأحباء، ولكن السكان يشعرون بالامتنان على تجربة الشهر الكريم مع شعور بالسلام بعد ويلات الحرب. أُجبرت شاهيد شوايش، التي كانت تتجول في السوق مع ابنة عمّها، على تذكر كيف كانت أجواء رمضان قبل الحرب. تقول شوايش: "أشتاق لتفاصيل رمضان".

يُعتقد أن بداية رمضان في 1 مارس تزامنت مع نهاية المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس، إلا أن هناك خروقات للاتفاق، حيث ترفض إسرائيل الانسحاب من الحدود مع مصر وتقتصر المفاوضات على المرحلة الثانية. وقد تسبب الحصار الإسرائيلي للمساعدات في زيادة الأسعار ونقص السلع الأساسية مثل السكر.

دروس من رمضان الماضي

تعيش ناعمة غنيم، البالغة من العمر 11 عامًا، مع عمتها هناء غنيم حالة من الفرح وفي الوقت نفسه القلق. أدت حرب العام الماضي إلى خوف دائم من الغارات الجوية، وتذكر ناعمة قائلة: "أحب هذا الشهر لأنني أزور أقاربي مع والدي وأذهب إلى صلاة التراويح في المسجد، لكن في العام الماضي كانت كورونا بسبب القصف".

الحرب أدت إلى دمار 1,109 مسجد وفقًا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، ومع ذلك، يقوم الناس بعمليات إصلاح تدريجية أو إعداد خيم مؤقتة للصلاة.

الأمل والقلق في ظل الهدنة

تقول فداء هيريز، التي تبلغ من العمر 45 عامًا، وهي تنظم زينة رمضان مع ابنة أخيها، إن فرحتها تأتي مصحوبة بحزن. "أحب كل شيء عن هذا الشهر، لكن الفرح يحمل طابعًا حزينًا. الحرب قد توقفت، لكن آثارها لا تزال قائمة". تضيف أنها، على الرغم من الضغوط المالية، أحضرت ابنة أخيها إلى المتجر لرفع معنوياتها، قائلة: "أملنا أن تستمر الهدنة لنتمكن من تجربة رمضان والعيش بسلام".

خاتمة

يمثل رمضان في غزة هذا العام مزيجًا من الفرح والحزن، حيث يسعى العديد من السكان إلى إيجاد طرق للاحتفال بالعيد في ظل الأجواء المضطربة والأزمات المستمرة، مع تمنياتهم بأن يعم السلام وتنتهي الحروب بشكل نهائي.

الوسوم

#غزة #رمضان #الحرب #الأمل #الهدنة #الاحتفالات #التقاليد

Scroll to Top