2025-03-06 11:54:00
خطة مصر للمستقبل في غزة: رؤية شاملة دون ذكر حماس
خلفية الخطة وأهميتها
كشفت مصر هذا الأسبوع عن خطة مفصلة تمتد على 91 صفحة تتناول مستقبل غزة، وذلك خلال قمة استثنائية لجامعة الدول العربية في القاهرة. لا تذكر الخطة أي إشارة إلى حركة حماس، لكنها تقترح ميزانية تبلغ 53 مليار دولار تستهدف إعادة إعمار القطاع الذي دمره الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 15 شهراً.
تفاصيل الخطط والآليات
تحدد الخطة المصرية فترة زمنية مدتها خمس سنوات لتحقيق أهداف إعادة الإعمار، وتدعو إلى تشكيل لجنة تقنية غير حزبية لإدارة غزة خلال الأشهر الستة الأولى، تحت إشراف السلطة الفلسطينية (PA). بعد ذلك، يُتوقع أن تعود السلطة الفلسطينية بشكل كامل إلى غزة، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل حماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007.
ردود فعل حماس
رغم عدم ذكر حماس في الوثيقة، فإن الحركة رحبت بالخطة ودعت إلى تنفيذها. يشير خبراء إلى أن مستقبل غزة لا يمكن أن يتشكل دون مشاركة حماس. قال قسّام حامد، خبير في شؤون حماس، لموقع "ميدل إيست آي": "لا أحد يمكنه حكم غزة دون موافقة حماس"، مشيراً إلى أن وجود الحركة سيكون قاسماً مشتركاً في المستقبل.
الوضع العسكري والعوامل المؤثرة
تتناول الوثيقة العامة إشكالية وجود مجموعات مسلحة في غزة، مع الاعتراف بأن السبب الجذري للعنف هو الاحتلال الإسرائيلي. وأشارت الخطة إلى أن إنشاء دولة فلسطينية وإنهاء الاحتلال من شأنه أن يحد من أعمال المقاومة، لكن لا توجد إشارات واضحة إلى تفكيك الأسلحة الموجودة.
القدرة على الحكم
يؤكد الخبراء أن أي قوى بديلة عن حماس، سواء كانت السلطة الفلسطينية أو قوات عربية أو دولية، لن تستطيع السيطرة على غزة دون اتفاق فعلي مع حماس. وهذا يعد تحدياً كبيراً، بعد أن شهدت غزة توترات وصراعات تاريخية بين حماس وفتح.
تحديات السلطة الفلسطينية
تواجه السلطة الفلسطينية تحدياً كبيراً في استعادة شرعيتها بين الفلسطينيين. يحتاج محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، إلى اتخاذ خطوات تشمل عملية انتخابية لأن الجمهور الفلسطيني يشعر بانعدام الشرعية تجاه السلطة بسبب الفساد ونقص المساءلة الديموقراطية.
البحث عن شخصيات موحدة
تُعتبر شخصيات مثل مروان البرغوثي، المسجون منذ سنوات، من الشخصيات التي قد تُعزز من الوحدة بين الفلسطينيين في غزة والضفة. لكن هناك تخوفات من قدرة إسرائيل على دعم قادة موحدين يشكلون تحدياً لها.
مستقبل غزة في سياق الخطة المصرية
من المتوقع أن تظل حماس لاعباً مؤثراً في غزة رغم عدم مشاركتها في الحكومية الرسمية المستقبلية. ومع انعدام الشرعية الشعبية للسلطة، تبقى إمكانية عودة شخصيات كمحمد دحلان مثار جدل، لكن الدعم الشعبي لا يزال عقبة رئيسية.
إن رؤية مصر للمستقبل تعكس حاجة ملحة للتعاون الإقليمي والدولي من أجل تحقيق استقرار دائم في غزة، ولكن ، تتوقف جميع هذه الجهود على تحقيق اتفاق مستدام مع حماس.
التحديات المستمرة
مع استمرار سياقات الاحتلال وغياب حل سلمي شامل، يبقى سؤال رئيسي: هل ستنجح خطة إعادة الإعمار هذه في تحقيق الأمل لفلسطينيي غزة، أم ستظل الأزمات تتكرر دون حل?
علامات: غزة، مصر، حماس، السلطة الفلسطينية، إعادة الإعمار، الاحتلال الإسرائيلي، الشرق الأوسط