Skip to content

تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل: هل تستطيع أسعار النفط الاستجابة لتصعيد الصراع؟

الحرب بين إسرائيل وجمهورية إيران الإسلامية وتأثيرها على أسواق النفط

تراجع أسعار النفط رغم التصعيد العسكري

لطالما كانت الحرب بين إسرائيل وجمهورية إيران الإسلامية حدثاً يُعتبر “البجعة السوداء” في أسواق النفط، حيث ينتظرها الدول الغنية بالطاقة والمتاجر الغربية بفرص. ورغم الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران يوم الجمعة، والذي أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بنحو 10%، إلا أن الأسعار شهدت تراجعاً ملحوظاً. حيث ارتفعت أسعار خام برنت، المؤشر الدولي، بنسبة 3.38% إلى 71.84 دولاراً للبرميل يوم الاثنين، بعد أن كان سعره حوالي 69 دولاراً قبل الضربة.

الحفاظ على استقرار الأسعار

العامل الرئيسي الذي ساهم في الحفاظ على الأسعار تحت السيطرة هو عدم رد إيران بشكل مباشر ضد الدول الغنية بالنفط في الخليج العربي وعدم تنفيذها لتهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره ثلث النفط العالمي. بينما تبادلت إسرائيل وإيران الضربات على البنى التحتية للطاقة، فإن الخبراء يشيرون إلى أن هذه الهجمات كانت محسوبة بعناية لتجنب اضطرابات كبيرة في الإمدادات.

تقييمات الخبراء

كتب محللو سيتي بنك يوم الاثنين أن: “في هذه المرحلة، لا يوجد تأثير يذكر على الإنتاج أو الصادرات النفطية، لذا فإن الارتفاع يعود في الغالب إلى زيادة المخاطر المحتملة.” وأكدت التوقعات على أن أسعار النفط قد تبقى بين 60 و65 دولاراً للبرميل على المدى الطويل.

المخاوف الإستراتيجية الإيرانية

تواجه إيران معضلة استراتيجية، حيث يبدو أنها تسعى للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب. إذ إنها تفضل عدم استهداف الدول العربية، حفاظاً على علاقاتها مع جيرانها في الخليج، الذين قاموا بجهود لإصلاح العلاقات بعد سنوات من الصراعات. وقد أدان هذه الدول الهجمات الإسرائيلية وابتعدت عن أي تدخل عسكري.

العلاقات الإيرانية الخليجية

طلبت إيران من السعودية وعمان وقطر الضغط على إدارة ترامب لوقف إطلاق النار مع الإسرائيليين. وأشارت تقارير إلى أن أي هجوم إيراني على المنشآت النفطية السعودية أو إغلاق مضيق هرمز قد يستدعي ردّاً عسكرياً أمريكياً مباشراً، وخاصة في ظل المخاوف المتزايدة من تصعيد أمريكي ضد طهران.

الانتعاش النفطي والضغوط على الرياض

أحد التحديات الكبيرة التي تواجه إيران هو وجود فائض كبير من النفط في السوق. فتحالف أوبك +، بقيادة السعودية وروسيا، زاد من الإنتاج قبيل الهجمات الإسرائيلية. هذا القرار غير المتوقع ساعد على الحيلولة دون ارتفاع الأسعار.

تأثير الأحداث على أسعار الوقود

شهدت أسعار البنزين في الولايات المتحدة تراجعاً، حيث بلغ متوسط سعر الجالون 3.14 دولار، بانخفاض من 3.45 دولار في نفس الفترة من العام الماضي. إذا ما حدث تصعيد كبير، مثل هجوم على مجمع مصفاة أبو قعيق في السعودية، فقد تؤدي تلك الأحداث إلى ارتفاع الأسعار بما يكفي لإحداث ركود اقتصادي.

دروس من التاريخ

عرفت إيران من تاريخها أن “تسليح” مضيق هرمز قد يستدعي ردود فعل قوية من الولايات المتحدة. لذا، يجب على إيران أن تكون حذرة في خياراتها، حتى لا ترهن فرصتها في تحقيق عوائد نفطية أفضل.

تظهر هذه الديناميكيات أنه باستثناء العمليات العسكرية الضخمة، قد لا تتمكن إيران من الاعتماد على صدمة في أسعار النفط لتغيير مجرى الحرب الحالية

Scroll to Top