قصة حب من إيران إلى إسرائيل: حياة يوم טוב أبراميان وشوشانة جباي
نشأة يمنعها التاريخ
وُلد يوم جيد أبراميان وشوشانة جباي في إيران، حيث تفصل بين مدينتيهما ثلاثون كيلومترًا. جاءت شوشانة من عائلة كبيرة تتكون من عشرة أفراد في جلفة إيران، بينما نشأ يوم جيد في عائلة تضم اثني عشر فردًا في خونسار. بعد سنوات من الفصل، التقيا في إسرائيل، حيث بدأ حبهما يتبلور وتكلل بالزواج. أنجب الزوجان أربع بنات وولدًا واحدًا، لكن يوم جيد كان لديه أحلام واضحة لطفليه: “أريد أطفالًا إسرائيليين، يهودًا جدد. بدون إيران، وبدون اللغة الفارسية في المنزل”.
الهجرة وبداية جديدة
في عام 1958، هاجرت العائلتان إلى إسرائيل. مرت الحياة بتحولات، حيث تم تغيير أسماءهم لأسباب تتعلق بالهوية الثقافية، وأُطلق على شوشانة اسم “روز”. على الرغم من محاولات الخروج من ماضيهم الإيراني، فإن شوشانة لم تستطع أن تتخلص من تراثها، خصوصًا في مطبخها. كانت تستيقظ في الساعة الرابعة صباحًا لنشر النكهات الفارسية في كل زوايا منزلها، مجسدةً بذلك تاريخها الثقافي.
تأملات في الذكريات
قصص شوشانة عن أصولها كانت محفورة في ذاكرتها، إذ روت لأبنائها عن الأيام التي كانت تذهب فيها مع والدتها إلى السوق، وعن شكل حياتها قبل التغيرات السياسية والدينية التي طالت عائلتها. في ذاك الوقت، كان الفضاء الاجتماعي في إيران يشهد تحولات جوهرية، مما جعل مسألة الدين والهوية أكثر تعقيدًا. كان على عائلتها أن تتأقلم مع كونهم مسلمين جدد، إذ تم فرض تغيير أسمائهم وما يرتبط به من تحديات.
الحياة بعد النزاع
اليوم، تحتفل شوشانة بأكثر من 80 عامًا، ويتواصل أبناؤها معها بشكل يومي. كلما دقت صفارات الإنذار في أوقات الأزمات، يحاول الأبناء طمأنتها، لكن الحقيقة هي أن جذورها الثقافية تظل تشكل تحديًا في حياتها اليومية. تظل شوشانة حاضرة في ذاكرة أبنائها، فهي ليست فقط رمزاً للثقافة الفارسية، بل أيضًا مثال للتحدي والتكيف.
قصة يوم جيد وشوشانة لا تُعد مجرد حكاية حب، بل هي تأمل عميق في كيفية تشكل الهويات عبر الأجيال وكيف يمكن انبعاث ذكريات الماضي في حياة الحاضر