تسليط الضوء على التحيز في الإعلام البريطاني: تقارير مركز مراقبة الإعلام تُفضح الممارسات الصحفية خلال حرب غزة

# تفحص التغطية الإعلامية البريطانية للنزاع في غزة

## الفشل في المسؤولية
من المفترض أن يتولى الصحفيون مسؤولية محاسبة السلطة، وتحدي الأكاذيب الرسمية، والدفاع عن المظلومين. على الرغم من وجود استثناءات ملحوظة مثل صحيفة Financial Times وGuardian في الأشهر الأخيرة، فإن الإعلام البريطاني بشكل عام قد فشل في أداء مهمته أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة. ساهم هذا النقص في التدقيق في تسهيل عمل رئيس الوزراء ريشى سوناك ولاحقًا كير ستارمر، حيث لم يتحديا الفظائع الإسرائيلية. لقد كانت العديد من التقارير – خصوصًا في الصحف اليمينية مثل Daily Telegraph وTimes وDaily Mail – منحازة لصالح إسرائيل.

## دور مركز مراقبة الإعلام
في خضم هذا الوضع، كانت هناك منظمة صغيرة تلعب دورًا حيويًا في مطالبة الصحفيين بالمحاسبة، وهي مركز مراقبة الإعلام (CfMM)، الذي أسسه مجلس المسلمين في بريطانيا ولكنه أصبح الآن منظمة مستقلة. أنتج CfMM ثلاثة تقارير بارزة وكشفت عن عيوب التغطية الإعلامية البريطانية في غزة. التقرير الأول، الذي نُشر أوائل العام الماضي، كشف عن انهيار المعايير في الصحافة المكتوبة والمذاعة بعد 7 أكتوبر. بينما أظهر التقرير الثاني، الذي نُشر في الربيع الماضي، كيف كانت وسائل الإعلام تقتصر بشكل كبير على اللغة الانفعالية لصالح الضحايا الإسرائيليين بدلاً من الفلسطينيين. أخيرًا، ألقى التقرير الثالث، الذي صدر منذ أسبوعين، الضوء بلا رحمة على انحياز بي بي سي.

## هجوم مضاد من Policy Exchange
لتحدي CfMM لم يكن غريبًا، فبينما صُدِم الجمهور بتقارير بدت قاسية، أعدت Policy Exchange، وهي مؤسسة أبحاث يُعرف عنها اتصالاتها القوية مع اليمين البريطاني، تقريرًا مكونًا من 86 صفحة. وكان من بين القائمين على هذا التقرير شخصيات معروفة مثل مايكل غوف وشارلز مور وداني فينكلستين، الذين يُعتبرون من الوجوه البارزة في الإعلام اليميني.

## قضايا التحريف
لقد درسنا تقرير Policy Exchange، الذي يعج بالأخطاء والتحريفات. زعم أندرو نيل في مقدمة التقرير أن CfMM تسعى إلى فرض وجهة نظر منحازة حول الإسلام وتعمل على قمع التقارير الواقعية التي تتعارض معها. ومع ذلك، لم يقدم التقرير أي دليل على ذلك، بل اشار إلى أرقام مضللة حول الإسلاموفوبيا.

## القضايا المهملة
الأهم من ذلك، أن ما أغفله تقرير Policy Exchange كان التحدي لمضمون تحليلات CfMM حول التغطية الإعلامية البريطانية في غزة. على سبيل المثال، وجد CfMM أن كلمة “مجزرة” استخدمت من قبل بي بي سي أكثر بـ 18 مرة عن الضحايا الإسرائيليين مقارنة بالفلسطينيين، ولكن لم يتم تقديم أي رد من Policy Exchange على هذا الأمر.

## خاتمة
في النهاية، فإن تقرير CfMM حول التغطية الإعلامية البريطانية لغزة تم تجاهله بشكل كبير في الإعلام التقليدي، بعكس الهجوم الذي شنه Policy Exchange والذي تم تضخيمه بشكل ملحوظ في صحف مثل Mail وTelegraph وTimes وGB News.

Photo Credit:

Scroll to Top