2025-02-19 15:56:00
أكثر من مليون سوري يعودون إلى الوطن، لكن تحديات كبيرة تنتظرهم
عودة النازحين إلى الوطن
فور سقوط الحكومة السورية السابقة برئاسة بشار الأسد في ديسمبر، كان فيصل التركي نجار من بين أول العائدين إلى بلده. بعد أسبوعين من سقوط الحكومة، كان قد استعد بالفعل للعودة إلى حلب مع زوجته وأطفاله. وأكدت الأمم المتحدة أن أكثر من مليون شخص قد عادوا إلى منازلهم في سوريا، بما في ذلك 800,000 نازح داخلي و280,000 سوري عادوا من الخارج.
تحديات العودة
رغم الحماس للعودة، يعاني نجار من تحديات عديدة. فقد عبر عن عدم قدرته على العمل منذ عودته، واصفًا مستوى التعليم الذي يتلقاه أطفاله بأنه "رديء جدًا". ومع ذلك، يتمسك بالأمل في المساهمة في المرحلة الجديدة في سوريا، مشيرًا إلى أن الوضع الأمني قد شهد تحسنًا.
وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) أن أكثر من 14 مليون شخص أجبروا على مغادرة منازلهم خلال الحرب الأهلية في سوريا، حيث تم تهجير حوالي 7.4 مليون منهم داخليًا.
الحواجز أمام العودة
وفي استبيان أجرته (UNHCR) عام 2024، أبدى 1.4% فقط من اللاجئين السوريين في لبنان والأردن والعراق ومصر رغبتهم في العودة خلال الـ 12 شهرًا المقبلة. لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 27% في أوائل عام 2025 بعد سقوط الحكومة، مما يشير إلى أن الحواجز الأمنية التي كانت تؤخر العودة قد أزيلت جزئيًا، ولكن لا تزال هناك عقبات أخرى مثل نقص الخدمات الأساسية والأمان الاقتصادي.
واقع العودة
وفقًا لتصريحات نجار، على الرغم من بدء بعض أعمال الترميم، فإن هذه العمليات تسير ببطء. إذ يختار معظم النازحين البقاء في مخيمات اللاجئين خلال فصل الشتاء. وبالنسبة للعديد من القرى، فقد كانت الصعوبات واضحة حيث تمت الإشارة إلى أن بعض القرى تبدو فارغة تمامًا، مما يزيد من تعقيد مسألة العودة.
تناولت بيالس، زميلة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط، المخاوف المرتبطة بالاستقرار الاقتصادي والعنف، مشددة على أهمية العمل الدولي لضمان إعادة بناء سوريا ودعم العائدين.
دعوات للإغاثة
أكد الفليبغو غراندي، رئيس (UNHCR)، على ضرورة اتخاذ إجراءات مبكرة للتعافي من الأزمة بسرعة أكبر، مشددًا على أنه إذا لم يتم التحرك بسرعة، فإن هناك خطر عودة الناس مرة أخرى إلى مغادرة البلاد. وطالب المسؤولون بضرورة ترقب المنطقة والدول الغربية للتأكد من أن الأوضاع في سوريا تدعم العودة الجماعية.
في الوقت نفسه، دعا المحللون الدوليين الحكومات الإقليمية والغربية إلى منح الوقت الكافي لتحقيق الاستقرار الاجتماعي وإعادة إعمار المناطق المدمرة لتشجيع السوريين على العودة وإعادة بناء حياتهم.