2025-02-19 13:02:00
اعتذار جامعة لندن لأحد المحاضرين بسبب مزاعم معادية للسامية
خلفية القضية
قدمت جامعة جولدسميث في لندن اعتذارًا رسميًا ودفعت تعويضًا لمُحاضر بعد أن تسببت في "ضغوط نفسية" له وفرضت عليه تعليقًا خلال تحقيق تم من خلاله تبرئته من مزاعم معادية للسامية. بدأت الجامعة التحقيق مع راي كامبل في أغسطس 2023 بعد تلقيها شكوى من حملة مكافحة معاداة السامية (CAA) بشأن تعليقات نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تفاصيل الشكوى
استندت الشكوى إلى منشورات جمعها مجموعة جينشرجيو، وهي مجموعة مراقبة مؤيدة لإسرائيل، ووجهت إلى كامبل اتهامات بنشر محتوى يعتبر معاديًا للسامية. وقد اتُهم كامبل -الذي يعمل كمحاضر مشارك في قسم المسرح والأداء في جولدسميث، وزميل تدريس في جامعة رويال هولواي- بأنه استهدف شخصيات يهودية وقام بإجراء مقارنات بين إسرائيل والنازيين. ومع ذلك، نفى كامبل هذه الادعاءات.
عواقب التحقيق
خلال فترة التحقيق، تم تعليق كامبل لمدة خمسة أشهر، الأمر الذي منعه من الوصول إلى الحرم الجامعي أو حساب بريده الإلكتروني. وأوضح كامبل أن هذه الإجراءات قد أثرت بشدة على حياته الشخصية والمهنية.
نتائج التحقيق
تتعلق المنشورات موضوع التحقيق بتعليقات قدمها كامبل حول تقارير تُشير إلى أن نساء إثيوبيات في إسرائيل تلقين حقنًا لمنع الحمل دون رضاهن. وقد أشار إلى أنه صُدم من قبول جولدسميث للادعاءات المقدمة ضده من مصدر وصفه بأنه "إشكالي". وبالرغم من أن رابطة CAA قدمت ذات الشكوى إلى جامعة رويال هولواي، إلا أن هذه الأخيرة أجرت اجتماع تحقيق واحد مع كامبل وذكرت أنه "لا توجد قضية تستحق المتابعة".
ردود الفعل والتداعيات
قال كامبل: "عندما رأيت الادعاءات ضدي، كانت البديهية الأولى هي الضحك. كانت الأدلة ضعيفة جدًا". وأشار إلى أن جامعة جولدسميث استمرت في إجراءات التأديب لأنهم على ما يبدو استدركوا ضرورة تقديم "نتيجة" للجنة التحقيق المستقلة، لتبرير المبالغ التي أنفقوها في هذا المنشور.
تؤكد جامعة جولدسميث في بيانها أنها تعترف بأن جميع الادعاءات الموجهة ضد كامبل في إطار السياسة التأديبية قد تم رفضها بعد تحقيق شامل. وأضافت أنها تأسف لطول الوقت الذي استغرقته العملية التأديبية والذي منع كامبل من التدريس.
المخاوف بشأن حرية التعبير
أثارت القضية ردود أفعال من قبل بعض الأكاديميين والمحامين، حيث اعتبرت تسنيمة عودين، وهي مسؤولة في المركز الأوروبي للدعم القانوني، أن هذه الحالة تُظهر اتجاهًا مقلقًا يتمثل في تحويل الإجراءات التأديبية لاستهداف الأصوات المعارضة للصهيونية. كما حثت الأكاديميين الذين يواجهون اتهامات مشابهة على التواصل مع ممثلي نقاباتهم المحلية طلبًا للدعم.
خاتمة
تعتبر هذه القضية بمثابة تذكير صارخ بكيفية تعرض الجامعات لضغوطات من جهات خارجية، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الضغوط على حرية التعبير الأكاديمية. يظل السؤال قائمًا حول كيفية تحقيق التوازن بين مواجهة معاداة السامية والحفاظ على حرية التعبير في الأكاديميا.
الوسوم: #حريةالتعبير #معاداةالسامية #جامعاتلندن #أكاديميون #سياساتتأديبية