דילוג לתוכן

تركيا تعتقل 282 شخصاً في مداهمات ضد المسلحين الأكراد في ظل تجدد محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني

2025-02-18 06:02:00

تركيا تعتقل 282 شخصًا في عمليات أمنية ضد مشتبه بهم في علاقات بـ "الإرهاب"

توقيفات واسعة في أنحاء البلاد

أعلنت وزارة الداخلية التركية، يوم الثلاثاء، عن اعتقال 282 شخصًا في إطار عمليات أمنية شنتها قوات الأمن في جميع أنحاء البلاد، هدفها المشتبه في علاقاتهم بـ "الإرهاب". هذه العمليات تأتي في وقت تسعى فيه الحكومة التركية إلى استئناف مفاوضات السلام مع حزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي أُدرج كمنظمة إرهابية من قبل تركيا وحلفائها الغربيين.

محاولات استئناف مفاوضات السلام

تجددت جهود الحكومة لبدء مفاوضات السلام بعد أن قدم حزب قومي متشدد فرصة للحوار مع عبد الله أوجلان، مؤسس الـ PKK، المسجون منذ عام 1999. العمليات الأمنية، التي بدأت قبل خمسة أيام، شملت 51 مدينة، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة وديار بكر.

الاعتقالات الأخيرة

في يوم الثلاثاء، أصدرت السلطات التركية مذكرات توقيف لـ 60 شخصًا، من بينهم أعضاء في حزب الشعوب الديمقراطي (DEM) المؤيد للكرد، وعدد من الشخصيات اليسارية والصحفيين. وأعلنت النيابة العامة في إسطنبول أن 52 شخصًا تم اعتقالهم حتى الآن، من بينهم ثلاثة صحفيين، الذين انتقد اتحاد الصحفيين الأتراك عملية اعتقالهم خلال مداهمات منازلهم.

عبر حسابها على منصة X، أعربت رئيسة حزب DEM عن قلقها من استمرار هذه العمليات، مشيرة إلى أن "تركيا استيقظت اليوم على عملية أخرى ضد أعضائها".

التداعيات المحتملة لمفاوضات السلام

يقول المحلل سينا أولغن من مؤسسة كارنيجي أوروبا في أنقرة إن الهدف من حملة الاعتقالات هو بدء المفاوضات مع حزب DEM من موقف يتسم بالقوة. وأشار إلى أن هذه الموقف يسلط الضوء على عدم نجاح المبادرات السابقة، مما يُعد إشارة قوية لأعضاء الحزب حول الضغط المتوقع عليهم.

مدير دراسات الشرق الأوسط في المعهد الأمريكي غونول تول، نوهت إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان يتبع استراتيجية مزدوجة. على الرغم من سعيه للمفاوضات، إلا أن هناك ما يوحي بأنه لا يمتلك الرغبة الحقيقية في تحقيق إنجاز حقيقي بها.

التحديات أمام مبادرات السلام

لا يثق الكثيرون في جنوب شرق تركيا بأن هذه المبادرة ستنجح، نظرًا للعنف الشديد الذي شهدته البلاد عند انهيار آخر مبادرة سلام في عام 2015. قال زكي تشليك، الذي يدير ورشة فضة في ديار بكر: "هناك عدم ثقة، لذا لا نجد ذلك موثوقًا."

منذ الانتخابات المحلية العام الماضي، تم إزالة تسعة عُمد منتخبين من حزب DEM وتم تعيين إداريين حكوميين بدلاً منهم.

السؤال حول مستقبل السلام

بينما يتوقع الكثيرون أن يطلب أوجلان من أتباعه التخلي عن السلاح في الأسابيع القليلة المقبلة، لا يزال العديد في الوادي الجنوبي الشرقي يحتفظون بشكوكهم حول نجاح هذه المبادرة، مستندين إلى تاريخ من عدم الثقة والعنف المستمر.

تمثل هذه الخطوات تحديًا أمام مستقبل الحوار والسلام بين الحكومة التركية والأكراد، وهو ما يستدعي اهتمامًا عالميًا ووساطة فعالة لضمان تحقيق نتائج ملموسة.


Tags: #تركيا #الإرهاب #PKK #الأكراد #مفاوضات_السلام #الاعتقالات

Scroll to Top