تسييس ترامب المتزايد للجيش: هل يعزز شعبيته أم يهدد مصداقية القوات المسلحة؟

هل يختلف سطح الطيران ليُحمائية الطائرات الحربية الأمريكية عن تجمعات MAGA؟

خطاب ترامب على متن حاملة الطائرات USS George Washington

استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابه يوم الثلاثاء الماضي على متن حاملة الطائرات USS George Washington المرساة في اليابان لتأجيج مزاعم زائفة حول انتخابات 2020 والترويج لخطته التي تنطوي على جدل دستوري لإرسال القوات إلى المدن الأمريكية. في السابق، كانت مثل هذه الأنشطة السياسية التي تستخدم الجيش كخلفية تثير الصدمة داخل الولايات المتحدة. ومع ذلك، لم يعد ذلك مفاجئًا في ضوء العديد من التقاليد الرئاسية التي انتهكها ترامب.

أنشطة سياسية على متن الطائرات

في الآونة الأخيرة، قام ترامب بتشجيع أفراد الخدمة خلال خطاب شديد التحيز في فورت براج، في كارولينا الشمالية، وهو الأمر الذي أزعج العديد من الضباط السابقين. كما نظم عرضًا عسكريًا في واشنطن للاحتفال بالذكرى الـ250 للجيش، التي تتزامن مع عيد ميلاده. وقد استعرض ترامب مواضيع سياسية ملتهبة أمام ضباط غير حزبيين، حيث أشار إلى جهوده لمواجهة الجريمة والهجرة من خلال نشر القوات الأمريكية في المدن.

في حديثه، قال ترامب: “لدينا مدن تعاني من مشاكل. لا يمكننا أن يكون لدينا مدن تعاني من المشاكل وسنقوم بإرسال الحرس الوطني”. وأضاف، “إذا احتجنا إلى أكثر من الحرس الوطني، سنرسل أكثر من الحرس الوطني، لأننا نريد مدنًا آمنة”.

استخدام القوة العسكرية في السياسة

تزامن تهديده باستخدام القوات الأمريكية ضد الأمريكيين مع اقتراب لقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، قائد الحزب الشيوعي الصيني، الذي استخدم عسكريته لقمع الاحتجاجات في ميدان تيانانمن عام 1989. بينما لا تقارن خطط ترامب مع تلك الحادثة التاريخية، فإن رمزية استخدامه للقوات العسكرية لتعزيز صورته كزعيم قوية واضحة.

في ولايته الثانية، نشر ترامب الحرس الوطني لحماية المنشآت الفيدرالية في لوس أنجلوس وشيكاغو وبورتلاند، مما أثار قضايا قانونية متعددة وتحديات للقوانين التي تمنع نشر القوات في الأراضي الأمريكية لأغراض إنفاذ القانون.

القلق من العسكرة

تزداد المخاوف بين النقاد من أن ترامب قد بالغ في تصوير الوضع في المدن الأمريكية وقد تجاوز سلطاته بموجب الدستور. جميع الرؤساء يحبون أن يتم الترحيب بهم من قبل القوات أمام الناخبين، لكن معظمهم يحاولون عدم وضع أفراد الخدمة في أوضاع سياسية غير مريحة.

يعتبر ترامب مثالاً صارخًا على تجاوز قواعد السلوك، مما ساهم في شعبيته بين مؤيديه. ومع ذلك، هناك أسباب منطقية تجعل الرؤساء يحاولون تجنب التورط في السياسة بخصوص الجيش للحفاظ على نزاهة القوات العسكرية.

تخفيض البرامج الاجتماعية

فريق ترامب في البيت الأبيض عازم على عكس الاتجاهات التقدمية، وقد ألغى وزير الدفاع بيت هيغسث البرامج المتعلقة بالتنوع والشمول. وأمر بإبعاد الأشخاص المتحولين من القوات، وشكك في قدرة النساء على الالتحاق بالخدمة النشطة، وفصل العديد من الضباط الذين يشغلون مناصب عالية.

ختام

ليس ترامب أول رئيس يواجه اتهامات بتسييس الجيش، إذ تم انتقاد رؤساء سابقين بسبب استخدام القوات في مجالات سياسية. ومع ذلك، فإن حجم تجاوزاته في هذا الشأن يعد أكبر بكثير. في الوقت الحالي، لا يواجه ترامب أي ردود فعل سلبية من الحزب الجمهوري رغم كل ما فعله.

Scroll to Top