تغييرات جذرية في خريطة الشرق الأوسط: كيف أدى وقف إطلاق النار في غزة إلى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية وفتح باب التطبيع مع إسرائيل؟

تأثير الحرب في غزة على السياسة في الشرق الأوسط

تأثيرات الهدنة

الهدنة التي أعقبت الحرب في غزة، التي أدت إلى آثار درامية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تبدو غير كافية لتهدئة الأوضاع بشكل فوري. ووفقاً للدكتور مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، فإن “الوقت أقل من عشرة أيام، ونرى انتهاكات متعددة للهدنة من قبل إسرائيل وحماس. أعتقد أنه بعد هذا النزيف والدمار، سيستغرق الأمر بعض الوقت للتحرك في أي اتجاه إيجابي”.

التحولات الإقليمية تحت الضغط الأمريكي

الطريقة التي انتهت بها الحرب لها تأثيرات كبيرة على السياسة في المنطقة. فقد تجمعت القوى الإقليمية بشكل جديد لمواجهة خطة “ريفيرا” التي قدمها ترامب والتي قوبلت بانتقادات. يتم تنفيذ الخطة الجديدة المكونة من 20 نقطة بسرعة، مما يجعل القوى المتنافسة تتجاوز خلافاتها وتعمل معًا بشكل وثيق تحت ضغط كبير. حيث تعتمد الاتفاقات على الضغط الأمريكي على إسرائيل، بالإضافة إلى دور كل من قطر وتركيا في التأثير على حماس.

دعم الإقليم لقوات الاستقرار الدولية

تعتقد الأوساط السياسية أن تركيا ومصر والأردن قد تكون من أبرز المرشحين لتقديم جنود إلى القوة الدولية الجديدة المخصصة لاستقرار غزة. لكن هذا قد يحمل الفرص والمخاطر على حد سواء. تجد هذه الدول نفسها في حاجة إلى تقليل الاحتكاك، في ظل الغضب العام عن الأوضاع في غزة التي شهدت فاجعة إنسانية كبيرة.

تغيرات في مواقف الدول

بينما كان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ضمن القادة الدائمين في قمة شرم الشيخ، يظهر ملامح التحولات الإقليمية الجديدة. يعتبر التحول نحو الانفتاح على التحالفات العربية خروجًا عن النفوذ الإيراني الذي استمر منذ عام 2003، حيث قد تفكر بغداد في تقديم جنود لقوات الاستقرار الدولية.

العواقب على إيران

تواجه القيادة الإيرانية تحديات صعبة، حيث تجسدت أوجه الضعف العسكري في الحرب الأخيرة. البرنامج النووي الإيراني، الذي كان مكلفًا للغاية، قد يتضرر أيضًا. العقوبات الأوروبية والبريطانية والأمريكية أعيد فرضها، بينما الهدنة قد تؤدي إلى انهيار التحالفات التي تمتعت بها طهران في السابق.

آفاق تطبيع العلاقات

في ظل الوضع القائم، بات الحديث عن توسيع اتفاقيات إبراهيم – التي تم توقيعها من قبل أربع دول عربية قبل خمس سنوات – ممكنًا نظريًا، والذي يعتمد بشكل كبير على مستقبل الدولة الفلسطينية. وقد أعلن ترامب أن الصفقة تتجاوز غزة وتشمل تطبيع العلاقات مع دول كالسعودية وإندونيسيا.

في الوقت الحالي، تدرك جميع القيادة في المنطقة الغضب العام الناتج عن الحرب. وإذا ما استمرت الهدنة، قد يشهد الشرق الأوسط تحولًا نحو مزيد من التكامل والتحسين في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.

Scroll to Top