قادة الخليج يدعون ترامب للضغط على إسرائيل بعد قمة طارئة في قطر
قمة الطوارئ لدول مجلس التعاون الخليجي
عُقدت قمة طارئة في قطر لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث دعوا الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب لاستخدام نفوذها للحد من تصرفات إسرائيل، وذلك عقب محاولة الاغتيال غير المسبوقة التي قامت بها إسرائيل الأسبوع الماضي ضد مفاوضي حركة حماس في الدوحة. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البدوي، أنه يتوقع من الولايات المتحدة “استخدام نفوذها على إسرائيل لوقف هذه السلوكيات”.
مهاجمة مفاوضي حماس
أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل خمسة من مسؤولي حماس، وتم إدانه هذا الهجوم من قبل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي وصفه بأنه “هجوم جبان وخائن على سيادة قطر”. وأشار إلى أن “إسرائيل تدعي أنها ديمقراطية محاطة بالأعداء في حين أنها في الواقع احتلال استعماري يرتكب جرائم بلا حدود”.
التأكيد على الدفاع المشترك
في ختام القمة، أصدر مجلس التعاون الخليجي بيانًا أكد فيه أن القيادة العسكرية الموحدة ستكلف “باتخاذ التدابير التنفيذية الضرورية لتفعيل آليات الدفاع المشترك والقدرات الرادعة الخليجية”. وسيتم تقييم “وضع الدفاع وتهديدات المجلس في ضوء العدوان الذي تعرضت له قطر”. ويُذكر أن المجلس العسكري المشترك تم تفعيله مرتين فقط من قبل – في عام 1991 ضد العراق ومرة أخرى في عام 2011 أثناء الربيع العربي.
عدم اتخاذ ردود فعل فورية
في حين أظهر البيان الختامي دعمًا قويًا لقطر، إلا أن القادة تجنبوا اتخاذ أي ردود فعل اقتصادية أو سياسية فورية ضد إسرائيل، مثل تعليق اتفاقيات إبراهيم، التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين خمس دول عربية، بما في ذلك الإمارات. ولن تكون غياب أي عقوبات محددة مصدر قلق للولايات المتحدة، التي تسعى لمنع انهيار العلاقات العربية الإسرائيلية.
ردود الزعماء العرب
أعرب القادة العرب عن صدمتهم من عدم استعداد ترامب لوقف ما يعتبرونه محاولة إسرائيلية واضحة لتوسيع أراضيها، بما في ذلك التهجير الواسع للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وعبّر العديد من قادة الخليج عن حاجتهم إلى دليل واضح على أن ترامب سيضغط على نتنياهو.
دعم جهود الوساطة
أبدى القادة دعمهم لجهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر والولايات المتحدة لوقف العدوان على غزة، معتبرين أن الهجوم يقوض الجهود المبذولة لحد من العنف في المنطقة. وأشار قادة الدول إلى أن إسرائيل تسعى “لإدارة واقع جديد في المنطقة”.
استشعار الخطر من المد الجماعي
قال الرئيس الإيراني، مسعود بيژنكيان، “لا يوجد بلد عربي أو إسلامي آمن من هجمات الكيان الصهوني، ولا خيار لنا سوى توحيد صفوفنا”. وفي سياق متصل، صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يعتبر حليفًا للولايات المتحدة والذي وقع معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، أن أفعال إسرائيل “تضع العقبات أمام أي فرص جديدة للسلام”.
موقف الإمارات وقطر
قبل القمة، كانت قطر تضغط على الإمارات لاتخاذ خطوة رمزية للابتعاد عن إسرائيل، مثل طرد السفير الإسرائيلي. وفي القمة، أكد الشيخ منصور بن زايد أن قطر “ليست وحدها”، مشددًا على ضرورة أن تكون “الصوت الموحد للدول العربية والإسلامية اليوم هو الذي يقود التغيير”.
هذا وينتظر المراقبون الآن ما ستسفر عنه مناقشات القيادة العسكرية الموحدة في مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بموقف الدول العربية من التطورات الأخيرة، وسط مخاوف من استقلالية تلك الدول في ملف الأمن والشراكة مع الولايات المتحدة.