بوتين يكرم مطوري صواريخ بوريستنيك وبوزيدون النووية
قوة الدفاع الروسية
ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابًا خلال حفل تكريم بمناسبة يوم الوحدة الوطنية في الكرملين بموسكو، حيث منح جوائز الدولة لمطوري صاروخ بوريستنيك والطوربيد تحت الماء بوزيدون. يُعتبر هذا الإجراء إشارة إلى جهود الكرملين لثني الغرب عن دعم أوكرانيا. وأشار بوتين إلى أن الأسلحة النووية التي تم تطويرها تتمتع بـ”أهمية تاريخية” لروسيا و”للقرن الواحد والعشرين”.
وقال بوتين في خطابه: “من حيث المدى الطيراني، فإن بوريستنيك … تفوق على جميع أنظمة الصواريخ المعروفة في العالم”، معبرًا عن فخره بتقنية الدفاع الروسية. كما أعلن عن بدء الإنتاج المتسلسل لصاروخ أورشنك، وهو صاروخ نووي آخر.
الاستخدام العسكري
في نوفمبر 2024، استخدمت روسيا صاروخ أورشنك فرط الصوتي في ضربة على منطقة دنيبرو الأوكرانية، مما جعلها المرة الأولى في التاريخ التي يستخدم فيها صاروخ باليستي متوسط المدى في المعركة.
التوترات مع الغرب
يأتي هذا الحفل في وقت يتصاعد فيه التوتر بين موسكو وواشنطن، بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات على عملاقي النفط الروسيين وألغى قمة مقترحة مع بوتين في المجر. بعد أيام من فرض العقوبات، أعلن بوتين في 26 أكتوبر عن اختبار ناجح لصاروخ بوريستنيك.
في مقطع فيديو تم إصداره من الكرملين، ظهر بوتين مرتديًا ملابس عسكرية أثناء لقائه برئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري جراسيموف، الذي أخبر الرئيس بأن بوريستنيك قطع 8,700 ميل (14,000 كيلومتر) خلال 15 ساعة. في 28 أكتوبر، أعلن بوتين عن اختبار ناجح لصاروخ بوزيدون، الذي يمتلك مدى يتجاوز 6,000 ميل (9,650 كيلومتر).
الرسائل الموجهة للغرب
على الرغم من أن كلاً من بوريستنيك وبوزيدون لم يكونا أسلحة جديدة، إلا أن الكثير من المحللين يرون أن روسيا تستخدم تقنية الصواريخ المعلنة سابقًا لإرسال تهديدات نووية جديدة إلى الغرب، وخاصة الولايات المتحدة. وذكر تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) أن “التركيز المتكرر على المدى الطويل للسلاح وقدرته على تجاوز أي نظام دفاعي يشير أيضًا إلى أن الهدف المقصود هو الولايات المتحدة، وليس منافسًا إقليميًا”.
كما يتطرق التقرير إلى خطة إدارة ترامب لبناء نظام دفاع صاروخي يُعرف باسم “القبة الذهبية”. وعلى الرغم من أن بوتين لم يذكر القبة الذهبية بشكل مباشر، فإنه أكد مرارًا على قدرة الصاروخ في تجنب الدفاعات الصاروخية.
تحسين الاستراتيجية النووية
وأوضح بوتين في خطابه أن “روسيا لا تهدد أي شخص”. وأشار إلى أن بلاده، مثل القوى النووية الأخرى، تقوم بتطوير قدرتها النووية وإمكاناتها الاستراتيجية. “كل ما نتحدث عنه الآن هو عمل تم الإعلان عنه منذ زمن بعيد”، كما قال.
ضمن هذا السياق، يظهر بوتين بشكل مستمر لمحاولة خلق خوف في الولايات المتحدة لتثبيط صانعي القرار الأمريكيين عن المتابعة في سياسات تهدد المصالح الروسية.