ديك تشيني: إرث الحروب الأمريكية في العراق وتأثيراته المستمرة على الشرق الأوسط

وفاة ديك تشيني: صانع السياسات الأمريكية في العراق وأفغانستان

دور تشيني في الإدارة الأمريكية

توفي ديك تشيني، الذي شغل منصب وزير الدفاع خلال فترة رئاسة جورج بوش الأب أثناء عملية عاصفة الصحراء، عن عمر يناهز 84 عامًا. وقد عُرف تشيني كواحد من أقوى وأبرز نواب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة، حيث عمل كمدير عمليات للرئيس جورج بوش الابن أثناء الغزوات التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق.

الغزو الأمريكي للعراق

تحت قيادة تشيني، أصبحت الدعوة إلى تغيير النظام في العراق إحدى أولويات الإدارة. وفي حديثه في مؤتمر Veterans of Foreign Wars في أغسطس 2002، فسر تشيني الوضع بالقول، “لا يوجد أدنى شك في أن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، وهو يتجمع لتوجيهها ضد أصدقائنا وحلفائنا.” ومع ذلك، تبين أن الأسلحة التي زعم تشيني بأنها موجودة لم تكن موجودة، مما أدى إلى حرب واحتلال مكلفين، فتحا صندوق باندورا من الدماء والاضطراب.

النجاح العسكري والفشل في الاحتلال

رغم أن الحملة العسكرية التي ساعد تشيني في تخطيطها كانت سريعة وناجحة من الناحية العسكرية، حيث استغرق الأمر 20 يومًا فقط للوصول إلى بغداد، إلا أن الاحتلال الذي تلاه كان كارثيًا. بدأت المشاكل في مدن مثل الفلوجة والرمادي خلال أسابيع من سقوط حسين، وسرعان ما واجه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة صعوبات كبيرة في الحفاظ على النظام.

تداعيات انتهاكات حقوق الإنسان

شهدت تلك المرحلة أيضًا فضيحة تعذيب مشينة في سجن أبو غريب، حيث انتشرت صور تعرض المعتقلين العراقيين لسوء المعاملة، الأمر الذي صدم العالم. على الرغم من إدانة تشيني لأولئك المتورطين في فضيحة التعذيب، إلا أنه دافع عن أساليب مثل الغمر بالماء كوسيلة لاستخراج المعلومات، مما أثير حوله جدل واسع.

تأثيرات الغزو

اليوم، تعيش العراق حالة من الاستقرار النسبي، لكن البلاد لا تزال تعاني من الفساد والاضطرابات. تمكنت البلاد من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بدعم من الولايات المتحدة، لكن تلك الأحداث كانت نتيجة مباشرة للاحتلال الذي قاده تشيني. كما أن لإيران الآن نفوذًا كبيرًا في العراق، وهو ما يعتبر أيضًا نتيجة مرئية للتدخل الأمريكي.

التكلفة الاقتصادية للنزاعات

أسفرت النزاعات التي شارك فيها تشيني عن أضرار اقتصادية جسيمة. وفقًا لمشروع تكاليف الحرب في جامعة براون، فإن النزاعات التي تلت أحداث 11 سبتمبر كلفت الولايات المتحدة حوالي 8 تريليونات دولار.

من غير العدل إلقاء اللوم على تشيني فقط فيما يتعلق بأزمة العراق وأزمات الشرق الأوسط الأوسع، حيث إنه جزء من سلسلة طويلة من القيادات الأمريكية التي تصرفت بشكل متهاون في المنطقة وواجهت عواقب وخيمة.


لكل من يسعى لزيارة العراق أو استكشاف الشرق الأوسط، يمكنكم حجز إقامتكم من خلال Booking.com للحصول على أفضل العروض.

Scroll to Top