الجيش الإسرائيلي ينفذ ضربات في جنوب لبنان مستهدفا حزب الله
سياق الهجمات الإسرائيلية
نفذت القوات المسلحة الإسرائيلية سلسلة من الضربات الجوية عبر جنوب لبنان يوم الخميس، مستهدفة ما يُزعم أنه عمليات إعادة بناء يقوم بها حزب الله. وأعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية أن هذه الضربات تركزت على مرافق تخزين الأسلحة التابعة لقوة رادوان النخبة لحزب الله، زاعمة أن المجموعة كانت تعمل على “إعادة بناء البنية التحتية الإرهابية” في المنطقة.
ردود الفعل اللبنانية والدولية
في المقابل، أدان رئيس لبنان، جوزيف عون، هذه الضربات معتبرا إياها انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، حيث استهدفت المدنيين ودفعتهُم إلى النزوح من منازلهم. واصفًا ذلك بأنه “جريمة مكتملة الأركان”. وكتب عون عبر منصة “إكس”: “كلما أعربت لبنان عن انفتاحها على مسار التفاوض السلمي لحل القضايا العالقة مع إسرائيل، كلما زادت إسرائيل من عدوانها على السيادة اللبنانية”.
التحذيرات الإسرائيلية وتصريحات الأمم المتحدة
قبل تنفيذ الضربات، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، تحذيرات متكررة لسكان عدة قرى، ناشدهم فيها بالابتعاد 500 متر عن المباني المستخدمة من قبل حزب الله حفاظاً على سلامتهم. إحدى التحذيرات كانت كالتالي: “أنتم موجودون في مبنى يستخدمه حزب الله. ولحماية حياتكم، يُطلب منكم إخلاء المكان فوراً”.
في وقت لاحق من يوم الخميس، عبرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (UNIFIL) عن قلقها من الضربات، مشيرة إلى أنها تعتبر هذه الأفعال “انتهاكات واضحة” لقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي تم اعتماده لإنهاء حرب استمرت 34 يوماً بين إسرائيل ولبنان في عام 2006. وحذرت UNIFIL من أن أي عمل عسكري بهذا الحجم يهدد سلامة المدنيين ويقوض التقدم نحو حل سياسي ودبلوماسي.
التوترات المتزايدة بين القوتين
تصاعدت الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله بعد الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، حيث أطلق حزب الله هجمات على مواقع إسرائيلية كدليل على التضامن. وفي أكتوبر 2024، بدأت إسرائيل ما وصفته بأنه “عملية برية محدودة” ضد حزب الله.
على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية في نوفمبر 2024، والذي نص على وقف العمليات الهجومية من قبل إسرائيل، إلا أن البلاد استمرت في استهداف مواقع في لبنان، مشيرة إلى انتهاكات حزب الله للهدنة، وهي Claims التي ينفيها الحزب.
تصريحات القوى السياسية في لبنان
صرح وزير الأمن الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مشاورات أمنية بأنه يجب على إسرائيل اتخاذ مواقف حازمة ضد محاولات حزب الله لإعادة تسليح قواته. وعلق أيضاً وزير الخارجية، غيدون ساعر، أن إسرائيل “لا يمكنها أن تدفن رأسها في الرمال” بينما يواصل حزب الله جهوده لإعادة البناء والتسليح.
وردًا على هذه الأوضاع، أكد حزب الله في بيان له أن لبنان “غير مهتم بالاستسلام للابتزاز العدواني” أو الدخول في مفاوضات سياسية مع العدو الصهيوني، مُشددًا على حقه في المقاومة ضد الاحتلال.
تعليقات من المبعوث الأمريكي
تأتي هذه الأحداث بعد تصريحات خاصة من المبعوث الأمريكي، توم باراك، الذي وصف لبنان بأنه “دولة فاشلة” تديرها “ديناصورات”. وأعرب باراك عن شكوكه بشأن قدرة السلطات في لبنان على نزع سلاح حزب الله، حيث أشار إلى أن لديه سلاحاً أكثر بكثير من القوات المسلحة اللبنانية.
تمثل هذه التطورات تصعيدًا في صراع طويل الأمد، حيث يتطلب الوضع الحالي توازناً دقيقاً بين التفاوض والردع العسكري.