روسيا والصين تثيران قلق ألمانيا والمملكة المتحدة بتهديدات متزايدة ضد الأقمار الصناعية الغربية

تهديدات الفضاء: تحذيرات من ألمانيا والمملكة المتحدة بشأن أقمار روسية وصينية

تصاعد التهديدات من الفضاء

حذرت كل من ألمانيا والمملكة المتحدة من التهديد المتزايد الذي تمثله الأقمار الصناعية الروسية والصينية، والتي تم رصدها بشكل منتظم تتجسس على الأقمار الصناعية المستخدمة من قبل القوى الغربية. في الأسابيع الأخيرة، تم تسليط الضوء على حالات متكررة من ت stalkin والتشويش من قبل روسيا على الأقمار الصناعية للدولتين. واعتبر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، خلال مؤتمر لصناعة الفضاء في برلين، أن “أفعال روسيا، خاصة في الفضاء، تمثل تهديدًا أساسيًا لنا جميعًا”.

تأثير استهداف الأقمار الصناعية

يشير الخبراء إلى أن استهداف الأقمار الصناعية للتواصل يمكن أن يؤثر على عدة مجالات مثل التصوير الفضائي وخدمات الاتصالات والوصول إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية. يعد تعطيل أنظمة الملاحة وتحديد المواقع بمثابة تهديد للعمليات العسكرية وكذلك للطيران المدني. تأتي هذه التحذيرات في أعقاب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، والذي دخل عامه الثالث الآن، حيث أفادت السلطات الأوكرانية بأن موسكو قد زادت من مستوى تعاونها مع الصين، التي تنفذ استطلاعات فضائية للأراضي الأوكرانية نيابةً عنها.

الأفعال والتأكيدات المتزايدة

أشار بيستوريوس إلى أن الأقمار الصناعية التجسسية الروسية لاحظت مؤخرًا تتبعها للأقمار الصناعية من نوع IntelSat، والتي تُستخدم من قبل القوات المسلحة الألمانية وحلفائها. وتعتبر IntelSat من مقدمي خدمات الأقمار الصناعية التجارية التي تُستخدم من قبل الحكومات والشركات في الولايات المتحدة وأوروبا. علاوة على ذلك، تحدث قائد القوات الفضائية البريطانية عن أن الأقمار الصناعية الروسية تتعقب الأصول البريطانية في الفضاء وتقوم بتشويشها بشكل أسبوعي.

تشويش الأقمار الصناعية

يتم تنفيذ عمليات التشويش من قبل روسيا باستخدام بنية تحتية قائمة على الأرض. وقد أنفقت روسيا سنوات في تطوير قدرات الحرب الإلكترونية وسط الحرب في أوكرانيا. من ناحية أخرى، حذر الأمين العام لحلف الناتو مارك روت من خطط روسيا لتطوير أسلحة نووية في الفضاء لتعطيل وتدمير الأقمار الصناعية. بينما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ليس لديها نية لنشر أسلحة نووية في الفضاء، قامت روسيا أيضًا باستخدام حق النقض ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو الدول الأعضاء لعدم تطوير أسلحة نووية في الفضاء.

كيف تعمل عمليات التجسس بواسطة الأقمار الصناعية؟

بشكل عام، يعد اكتشاف الأقمار الصناعية الأجنبية وتحديد موقعها أمرًا بسيطًا نسبيًا، لكن تحديد قدراتها ونواياها بدقة يظل تحديًا. يعتمد المسؤولون على الافتراضات حول نوايا الأقمار الصناعية الروسية بناءً على موقعها في الفضاء وما توجد بالقرب منه ونمط التصرفات التاريخية لأقمار مشابهة. على سبيل المثال، إذا أمضت قمر صناعي روسي فترة طويلة بالقرب من قمر صناعي للتواصل في أوروبا، يمكن أن تستنتج السلطات أنه موجود للتجسس.

التعاون مع الصين وتوسيع القدرات الفضائية

يشير الخبراء إلى أن التهديدات من الصين تعتبر خطيرة بقدر كما هي من روسيا، إن لم تكن أكثر. على الرغم من أن التهديدات من روسيا أكثر إلحاحًا لأوروبا بسبب قربها الجغرافي، إلا أن الصين تُعتبر القوة الفضائية الأكبر. وقد لاحظ المحللون بعض المناورات المتطورة من قبل الصين في الفضاء تهدف إلى الاقتراب من الأقمار الصناعية الأخرى بسرعات وبدقة عالية، مما أثار القلق في الغرب.

استثمار ألمانيا والمملكة المتحدة في الفضاء

أعلنت ألمانيا أنها ستخصص ميزانية تصل إلى 35 مليار يورو (حوالي 40.2 مليار دولار) على مدى السنوات الخمس المقبلة لمشروعات الفضاء. بينما تعمل المملكة المتحدة على زيادة إنفاقها الدفاعي هذا العام، وقد أشار التحليل من مركز تشاثام هاوس إلى الحاجة إلى استثمارات أكبر بشكل عاجل لمواجهة هذه التهديدات.

الخاتمة

على الرغم من أن روسيا لم تتمكن من دمج أنظمتها الفضائية بشكل فعال ضمن بنيتها العسكرية، لا تزال المخاطر عالية في المجال الفضائي، مما يبرز الحاجة للاستثمار والتعاون بين الدول الغربية لمواجهة التحديات المتزايدة.

Scroll to Top