نتنياهو يواجه خطر التفريط في التفوق العسكري الإسرائيلي مقابل تطبيع العلاقات مع السعودية

“الفضل “النوعي في خطر: تنازل نتنياهو في صفقة الـ F-35 العملاقة للسعودية

مخاوف من تأثيرات الصفقة على الأمن الإسرائيلي

أثار الحديث عن الصفقة المحتملة بين الولايات المتحدة والسعودية في الأيام الأخيرة مخاوف عميقة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث تساءل بعض المسؤولين عن استعداد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتنازل عن ميزات استراتيجية قد تضع أمن الدولة في خطر، وذلك بغرض تجنب الاعتراف بحل الدولتين.

لاحظت تقارير أمنية أن هناك استعدادًا أمريكيًا لبيع عدد كبير من مقاتلات F-35 المتطورة للسعودية. وقد أشارت اجتماعات لعدد من القادة العسكريين في إسرائيل إلى أن هذه الصفقة تشكل “خطرًا واضحًا وفوريًا على التفوق النوعي للقوات الجوية الإسرائيلية”. حيث أعرب هؤلاء القادة عن قلقهم من أن إسرائيل يجب أن تعارض مثل هذه الصفقة بكل قوة.

تفاصيل الصفقة والدوافع وراءها

يتحدث الخبراء القانونيون عن إمكانية أن تنتهك هذه الصفقة القوانين الأمريكية التي تهدف إلى ضمان “التفوق العسكري النوعي” لإسرائيل، والتي تلزم الولايات المتحدة بالتشاور مع إسرائيل وتوفير قدرات مقاتلة إضافية للحفاظ على الفجوة التكنولوجية لصالحها.

ومع ذلك، هناك معلومات تفيد بأن الحكومة الإسرائيلية قد تكون مستعدة للتنازل عن معارضتها، في مقابل تنازل سعودي يتعلق بالقضية الفلسطينية، والتي كانت العقبة الكبيرة أمام بناء علاقات دبلوماسية بين البلدين.

ووفقًا لبعض المصادر، يبدو أن نتنياهو مستعد للتخلي عن جزء كبير من تفوق القوات الجوية الإسرائيلية، بشرط أن يتمكن من إنجاز التطبيع مع السعودية دون الحاجة للإشارة إلى حل الدولتين.

التحذيرات العسكرية والمطالبات السعودية

رفع مسؤول عسكري رفيع تحذيرًا قائلًا، “لا يمكن وصف ذلك إلا كضربة قاتلة للجيش الإسرائيلي حين تكون الحكومة مستعدة للتضحية بكل شيء”. وبالتزامن، تزايدت المخاوف من أن موافقة الولايات المتحدة على صفقة الأسلحة هذه قد تعرض حرية تحليق سلاح الجو الإسرائيلي للخطر وسط دراسته لمخاطر إمكانية سقوط المملكة بين أيدي أطراف متطرفة.

ردود فعائلز

حتى الآن، لم تتمكن إسرائيل والسعودية من التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن التطبيع بينهما، رغم الجهود الكبيرة من كلا إدارتي بايدن وترامب. إن الولايات المتحدة تسعى إلى إجراء هذه الصفقة لتعزيز تمويل مشروع F-35 الذي أصبح أحد أضخم مشروعات الأسلحة في التاريخ.

ويبدو أن نتنياهو مستعد ليتجاهل التحذيرات العسكرية مقابل أن تلتزم السعودية بعدم الضغط على إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية.

نظرة مستقبلية

يؤكد الخبراء على أن السعودية تواصل زيادة مطالبها بالتزام إسرائيلي واضح في القضايا الفلسطينية، بينما يسعى ترامب إلى صياغة صفقة تمنح كل طرف ما يرغب فيه. وفي الوقت نفسه، يحتاج جيش الدفاع الإسرائيلي إلى الاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية في سياق تزايد المطالب والتغيرات المحتملة في السياسات الإقليمية.

وبينما يبقى الوضع ضبابياً، يبقى السؤال حول مدى استعداد نتنياهو للتنازل عن مصالح حيوية كأمن البلاد لتحقيق أهداف سياسية قصيرة الأجل.

Scroll to Top