2025-02-25 09:02:00
دمشق: الإمبراطورية الاقتصادية المظلمة للفرقة الرابعة
خلفية تاريخية
من مقر يشبه مخبأ الأشرار في المرتفعات الوعرة التي تطل على دمشق، كانت عين وحدة عسكرية سورية مشهورة تراقب مدينة نزفت من خيراتها. العديد من قواعد الفرقة الرابعة، التي كانت تُدار سابقًا من قبل الشقيق الأصغر للرئيس السابق بشار الأسد، ماهر الأسد، تعرضت للنهب. لكن الوثائق التي تُركت مُبعثرة تكشف كيف أن الرجل الذي يُطلق عليه “الماستر” ومقربوه كانوا يعيشون في ثراء فاحش بينما كان بعض جنودهم يعانون من الجوع ويشحتون في الشوارع.
الإمبراطورية الاقتصادية للفرقة الرابعة
تُظهر الأوراق التي تم جمعها من مكاتب الفرقة الرابعة أن ماهر الأسد وشبكته من المنتفعين قد أسسوا إمبراطورية اقتصادية هائلة من خلال نهب دولة معروفة بالفقر نتيجة حرب أهلية استمرت لأكثر من 14 عامًا. وطوال سنوات، اتُهمت حكومات غربية ماهر الأسد وحاشيته بتحويل سوريا إلى “دولة مخدرات”، حيث غمروا منطقة الشرق الأوسط بـ “الكبتاغون”، وهو منشط غير قانوني يُستخدم كعقار ترفيهي في الخليج لدفع العاملين لتحقيق أقصى قدر من الإنتاج.
أساليب النهب والفساد
تشمل الأنشطة غير القانونية التي تمارسها الفرقة الرابعة:
- الاستيلاء على المنازل والمزارع
- نهب الطعام، والسيارات، والإلكترونيات
- سرقة النحاس والمعادن من المباني المدمرة
- جمع “رسوم” عند نقاط التفتيش والطرق
- تشغيل عصابات الحماية
- السيطرة على تجارة التبغ والمعادن
المقر السري وأسرار الأموال
كان محور هذه الشبكة الفاسدة هو مكاتب ماهر الأسد الخاصة، المخفية في متاهة تحت الأرض. حيث قاد حارس مُقنَّع وكالة أنباء “فرانس برس” جولة في الأنفاق، التي تحتوي على غرف مُقفلة ومخارج “طوارئ” متعددة. وعندما هربت عائلة الأسد من سوريا، تركت هياكل وثائق تشير إلى أن الفرقة كانت تحتفظ بمبلغ 80 مليون دولار، وثمانية ملايين يورو، و41 مليار ليرة سورية في يونيو.
بحسب خبير في مركز كارنيجي للشرق الأوسط، فإن ثروة ماهر الأسد الحقيقية من المحتمل أن تكون مخفية في الخارج، على الأرجح في دول عربية وأفريقية.
النظرة القاتمة للمستقبل
بينما يبدو أن الفرقة الرابعة قد فقدت نفوذها بعد انهيار النظام، حذر الخبراء من أن إرثها قد يكون سامًا للغاية. “كانت الفرقة الرابعة كيانًا عسكريًا وأمنيًا واستخباراتيًا وقوة اقتصادية وسياسية، ومؤسسة غير قانونية عبر الوطنية”، قال لارس هوتش، الخبير في الشؤون السورية.
ومن الواضح أن هناك مخزونات من الأسلحة وكنوز من الأموال المتبقية، والتي قد تكون مهيأة لتغذية تمرد إذا فشلت الانتقال السياسي في تحقيق العدالة الانتقالية والشمول الحقيقي.
بدورها، لا يزال التوتر في سوريا قائمًا، ويجب أن يُؤخذ في الاعتبار التحديات التي قد تنتج عن ذلك في المستقبل.
العلامات: #سوريا #الفرقةالرابعة #اقتصادالفساد #حربأهلية #الكبتاغون #الفقر #تجارةالأسلحة