2025-03-05 14:44:00
محاكمة 40 متهمًا في تونس بتهمة "مؤامرة ضد أمن الدولة"
افتتاح المحاكمة وأهم التفاصيل
افتتحت يوم الثلاثاء الماضي محكمة تونس قضية تضم 40 شخصًا متهمين في ما يُعرف بـ "مؤامرة ضد الأمن الداخلي والخارجي للدولة" و"الانتماء إلى جماعة إرهابية". تعتبر هذه المحاكمة غير عادية من حيث حجمها وهوية المتهمين، حيث يتضمن العديد منهم ناشطين بارزين. وفقًا للنيابة العامة، يُزعم أنهم سعوا إلى "الإطاحة" بالدولة التونسية والإدارة الحالية للرئيس قيس سعيد "عن طريق القوة بمساعدة دول أجنبية". يُتهم عدد من المدعى عليهم بالتواصل المشبوه مع دبلوماسيين أجانب، بينما يواجه نصفهم عقوبة الإعدام بموجب المادة 72 من القانون الجنائي التونسي، والتي تتعلق بمحاولات تغيير شكل الحكومة ودعوة الناس إلى التسلح ضد بعضهم البعض.
سياق القضية
منذ استيلاء سعيد على السلطة في 25 يوليو 2021، عندما جمد البرلمان وبدأ في تفكيك التقدم الديمقراطي الذي تحقق بعد ثورة 2011، ندد حقوقيون ومعارضون بتراجع الحريات في البلاد. تحتل "مؤامرة ضد الدولة" مكانة مركزية بين المؤامرات التي تم ذكرها خلال فترة حكمه. بخلاف الحكم الذي قد يصدر بعد عدة أشهر، فإن شرعية الإجراءات السياسية لسعيد نفسها هي محل التساؤل في هذه المحاكمة.
تطورات القضية والاعتقالات
بدأت القضية في 11 فبراير 2023 مع اعتقال خيام التركي، مؤسس مركز الفكر "الجسور"، وكمال الطيف، رجل الأعمال المعروف بصلاته مع الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وعبد الحميد الجلاسي، نائب رئيس حزب النهضة السابق. بعد يومين من تلك الاعتقالات، تم القبض على نور الدين بوتار، مدير إذاعة موزاييك، مع لازهر الأكرمي، الوزير السابق للإصلاح في وزارة الداخلية. وصف سعيد المعتقلين بأنهم "إرهابيون" متورطون في "مؤامرة".
مزاعم الإدانة
ما هي الآلية التي تمت من خلالها توجيه الاتهامات؟ استندت النيابة إلى شهادتين مشبوهتين تم تقديمهما "طواعية" للشرطة، وفقًا لتقرير التحقيق. هذه الشهادات، المجهولة تحت حروف XX وXXX، تشير إلى اتصال الطيف بشخصيات تمتلك نوايا انقلابية، بينما لم يتم تقديم أي دليل يدعم هذه الادعاءات.
غياب شروط المحاكمة العادلة
استنكر محامو الدفاع عدم توفر الشروط الدنيا لمحاكمة عادلة، حيث تعرض المدعى عليهم للاحتجاز لأكثر من عامين دون أن تتاح لهم فرصة تقديم روايتهم. قررت المحكمة السماح لثمانية من المتهمين بالظهور عن بُعد، وهو ما أثار سخط المحامين وداعمي المتهمين.
استجابة المجتمع الدولي
حثت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات التونسية على الإفراج الفورى عن جميع المعتقلين بشكل تعسفي في هذه القضية وانتهاء "مهزلة المحاكمة". كما أدان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "اضطهاد المعارضين" في تونس.
تجددت المحاكمة يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري وتقرر تأجيلها إلى 11 أبريل.
Tags: تونس، قيس سعيد، حقوق الإنسان، المعارضة، محاكمة، إرهاب، الديمقراطية