سوريا تكشف عن تشكيل حكومة مؤقتة جديدة تضم وزراء من الأقليات الدينية
إعلان الحكومة الجديدة
في خطوة تعكس تنوع المجتمع السوري، أعلن الرئيس السوري أحمد الشعار عن تشكيل الحكومة المؤقتة الجديدة التي تضم 23 وزيرًا، ومن بين هؤلاء وزراء من الأقليات الدينية وكذلك من قدامى الثوار ضد النظام منذ عام 2011. تم الإعلان عن هذه الحكومة في 30 مارس 2025، في ظل ظروف متوترة بعد تصاعد العنف الطائفي في شرق سوريا.
تولى ياروب بدر، وهو من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، منصب وزير النقل، بينما تم تعيين أمجد بدر الدروز و هند كباوات المسيحية قيادة وزارات الزراعة والشؤون الاجتماعية والعمل، على التوالي.
رؤية الحكومة الجديدة
خلال كلمته في مراسم الإعلان عن الحكومة، أكد الشعار أن تشكيل الحكومة يمثل “ولادة مرحلة جديدة في العملية الوطنية”، مؤكدًا على التزام الحكومة بإعادة تأهيل الصناعة وحماية المنتجات الوطنية. كما أضاف أنهم سيسعون لإنشاء بيئة مشجعة للاستثمار في جميع القطاعات.
وأشار الشعار إلى ضرورة إصلاح الوضع النقدي وتعزيز العملة السورية لمواجهة التلاعب. وتأتي هذه القرارات في الوقت الذي أعربت فيه منظمات حقوقية وحكومات أجنبية عن قلقها المتزايد تجاه معاملة الأقليات الدينية في البلاد.
خلفية من العنف الطائفي
تجري هذه التطورات في ظل قلق متزايد بعد مقتل أكثر من 1000 شخص في أعمال عنف طائفية شهدها شرق سوريا في مارس، جراء استهداف العلويين من قبل مسلحين. ورغم محاولات الشعار طمأنة المجتمع السوري والمراقبين الأجانب بشأن عدم تعرض الأقليات للاضطهاد، إلا أن ماضيه كرئيس سابق لفرع القاعدة في سوريا أثار الكثير من الشكوك.
انتقادات حول خطط الخصخصة
بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالعنف الطائفي، تلقى خطط الحكومة للخصخصة انتقادات حادة، حيث وعدت بإعادة هيكلة القطاع العام وتقليص تدخل الدولة في الاقتصاد. قال وزير الاقتصاد الجديد، محمد نضال الشعار، إن سوريا على وشك “مرحلة جديدة من البناء والتعافي”، مشيرًا إلى أهمية إعادة بناء الاقتصاد على أسس أكثر صلابة واستدامة.
أضاف الوزير أن الاستراتيجية تركز على تقوية مراكز الإنتاج وتقديم الدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، مع جذب الاستثمارات المحلية والدولية.
الوضع الاقتصادي الراهن
تشير تقارير الأمم المتحدة إلى معاناة 90% من السوريين من الفقر، ودمار نصف البنية التحتية في البلاد. والآن، يعتمد 75% من السكان على شكل من أشكال المساعدات الإنسانية، مقارنة بـ 5% فقط في السنة الأولى من النزاع.
وفي وقت سابق، أشار الأكاديمي السويسري-السوري، يوسف دره، إلى أن إجراءات التقشف، بما في ذلك خطط لإنهاء دعم الخبز، ستتسبب في تفاقم مشاكل الفقر بدلاً من تحسين الوضع.
مع كل هذه التحديات، تبقى الحكومة الجديدة أمام امتحان صعب في تطبيق الإصلاحات المطلوبة وتحقيق الاستقرار في البلاد