تزايد المخاوف بين الدروز بعد أعمال عنف قاتلة في ضواحي دمشق
توتر جديد في المجتمعات الدرزية
عاش قيس، الناشط الدرزي البالغ من العمر 27 عامًا، أكثر من عقد من الحرب في سوريا دون أن يمسك سلاحًا، غير أن الأوضاع التي شهدتها البلاد خلال الأسبوع الماضي دفعته إلى الانضمام إلى الأصدقاء في الخطوط الأمامية لمواجهة القتال. اندلعت مواجهات عنيفة بين مقاتلين موالين للنظام وعناصر محلية من الدروز يوم الثلاثاء الماضي، بعد انتشار مقطع صوتي مزيف لأحد الشيوخ الدروز يتضمن إهانة للنبي محمد.
تفاصيل الأحداث الدامية
قيس الذي كان يعمل سابقًا في الصليب الأحمر، شعر بخطر شديد يهدد مجتمعه، واستعان بسلاح من أصدقائه للمشاركة في القتال. وصرح لوكالة “ميدل إيست آي”: “لقد كان الأمر مخيفًا حقًا”. أسفرت المواجهات عن مقتل العشرات في ضواحي دمشق، بما في ذلك جaramana وAshrafiet Sahnaya، اللتين تضمّان عددًا كبيرًا من السكان الدروز، بالإضافة إلى طريق دمشق-السويداء.
أحد بين القتلى كان حسين وعور، عمدة Ashrafiet Sahnaya، الذي قُتل على يد مسلحين اقتحموا منزله ليلة الأربعاء، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام المحلية. في الوقت الذي تدخلت فيه إسرائيل عبر شن غارات جوية في المنطقة، مشيرة إلى أنها تستهدف “عناصر قرب دمشق هاجمت مدنيين دروز”.
حالة من الخوف والقلق بين الدروز
أثارت أحداث العنف مخاوف كبيرة بين الأقليات، مثل الدروز، الذين يشعرون بأنهم غير آمنين تحت حكم الحكومة الجديدة في سوريا التي يهيمن عليها سابقو الثوار من السنة. قيس، الذي فقد عددًا من أصدقائه في هذه المواجهات، قال: “أعلم أن حمل السلاح خطأ… ولا أريد امتلاكه، لكن كل شيء تغير”.
يتحدث دروز سوريا عن حالة من “الخوف والقلق”، حيث فضل الكثير منهم البقاء في منازلهم في ظل المخاوف من تصاعد القتال. وبينما تمكن الزعماء الدروز والمسؤولون الحكوميون من تهدئة الوضع في الوقت الحالي، جاءت المجزرة الأخيرة بعد أعمال عنف سابقة بسبب صراعات مماثلة مع فصائل تابعة للنظام.
تاريخ من المقاومة
إن تاريخ الدروز في سوريا يظهر تعقيدات العلاقة بينهم وبين الدولة المركزية، حيث حافظوا على مسافة من النظام حتى قبل حكم الأسد. يعيش الدروز بشكل رئيسي في السويداء، أقصى جنوب البلاد، وكذلك في بعض الضواحي المحيطة بدمشق.
وقد أكدت الشيخ حكمة الهجري، الزعيم الروحي للدروز في سوريا، أن هذه الأعمال تشكل “هجومًا غير مبرر” ودعت إلى تدخل دولي للحفاظ على السلام. ويؤكد الخبراء أن المنطقة تبقى متقلبة، حيث أن حكومة الشراء الجديدة قد لا تحصل على الكثير من الدعم في المناطق التي تقطنها الأقلية الدرزية.
شعور الإهمال
مع ازدياد حالة القلق، يشعر العديد من أفراد المجتمع الدرزي بالإهمال. قيس، الذي خدم كناشط إنساني خلال سنوات الحرب، أصبح يشعر بالتخلي وعدم الأمان بعد هذه الأحداث القاسية. “مر الوقت وتعرفت على الكثير من الأشخاص الذين ساعدوا في تهريب الإمدادات الطبية”، يقول قيس. ولكن بعد الهجمات الأخيرة، يشعر بوجود “الخيبة”.
اقلب صفحات التاريخ الدروز واحجز مكانك في السويداء للاستمتاع بالجمال الطبيعي لهذا المجتمع التاريخي وتاريخه الغني