Skip to content

الخليج الفارسي أم الخليج العربي؟ نزاع قديم يتجدد مع سعي ترامب لتغيير التسمية في زيارته للشرق الأوسط

إشكالية تغيير أسماء الخليج: من الخليج الفارسي إلى الخليج العربي

ترامب واحتدام الخلافات الأسماء

في خطوة مثيرة للجدل، قد يخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتغيير اسم جديد لجسم مائي آخر بعد إعلانه عن تغيير اسم خليج المكسيك إلى “خليج أمريكا”. وفي تصريحات له، أشار ترامب إلى دعمه استخدام اسم “الخليج العربي” بدلاً من “الخليج الفارسي” خلال زيارة مرتقبة لكل من السعودية وقطر والإمارات. تأتي هذه التعليقات بعد تقارير عن أن واشنطن تسعى لاستخدام اسم “الخليج العربي” بدلاً من الاسم المتعارف عليه دولياً.

الأسماء عبر التاريخ

الخليج الفارسي كاسم تاريخي

ويعتبر الخليج الفارسي، الذي يفصل بين إيران وشبه الجزيرة العربية، قد استخدم في وثائق تاريخية لأكثر من 2500 سنة. وفقًا لدراسة أعدتها مجموعة من الخبراء التابعين للأمم المتحدة في أبريل 2006، استند هذا الاسم إلى تأثير الإمبراطورية الفارسية في المنطقة خلال الفترة ما بين 559 و330 قبل الميلاد. خلال هذه الفترة، ظهرت أسماء عدة في النصوص القديمة، ولكن الدلالة كانت دائمًا مرتبطة بالفارسية.

التحولات السياسية والاجتماعية

على مر السنين، شهد النزاع حول الاسم تغييرات عديدة مرتبطة بالمناخ السياسي. ففي القرن الـ16، استولت البرتغال لفترة قصيرة على جزيرة هرمز في الخليج، واستخدمت أسماء عديدة تشير إلى الفارسية. لكن بعد تأميم إيران لشركة النفط البريطانية في عام 1950، بدأت التوترات بين إيران والمملكة المتحدة تظهر بوضوح، مما أدى إلى تزايد استخدام اسم “الخليج العربي” في الأوساط العربية.

تصعيد النزاع في العصر الحديث

بالرغم من استخدام العديد من الأسماء عبر الزمن، إلا أن نزاع تسميه الخليج قد استمر في التأجج. في عام 2004، أثار استخدام مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” لعبارة “الخليج العربي” جدلاً واسعًا، مما أدى إلى منع المجلة من التداول في إيران. كما تم حظر مجلة “ذا إيكونوميست” من البلاد بعد استخدامها عبارة “الخليج” بدون ذكر كلمة “الفارسي”.

الإجراءات الإيرانية ضد الأسماء البديلة

في القرن الواحد والعشرين، كثفت إيران جهودها لمعارضة استخدام الأسماء البديلة. على سبيل المثال، في عام 2010، ألغي أحد الأحداث الرياضية بسبب استخدام “الخليج الفارسي” في الشعارات. كما هددت إيران شركات الطيران الأجنبية التي لم تلتزم باستخدام الاسم الرسمي.

خلاصة النزاع

تأسست “يوم الخليج الفارسي الوطني” في إيران، والذي يحتفل به في 29 أو 30 أبريل من كل عام. يعود اختيار هذا التاريخ إلى مناسبة تاريخية عندما طرد الشاه عباس الكبير القوات البرتغالية من مضيق هرمز في عام 1622. تستمر الأسئلة حول الاسم، بينما يظل الخلاف أحد محاور التوتر الجيوسياسي في العلاقة بين إيران وجيرانها.

بهذه الأحداث، يبرز أهمية الأسماء ليس فقط كمصطلحات جغرافية، وإنما كعوامل لها تأثيرات سياسية وثقافية عميقة على العلاقات بين الدول

Scroll to Top