Skip to content

سوريا تتجه نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل: رئيس جديد يشترط خطوات ملموسة للحصول على الدعم الغربي واستعادة السيطرة على الجولان المحتل

سوريا مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل تحت “الشروط المناسبة”

تصريحات الرئيس السوري أحمد الشارع

أكد أحمد الشارع، الرئيس السوري الجديد، أن سوريا مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقات أبراهام، وذلك في إطار “الشروط المناسبة”. جاء ذلك خلال اجتماع له مع النائب الأمريكي الجمهوري كوري ميلز، الذي أجرى زيارة إلى دمشق الأسبوع الماضي.

الاجتماع مع النائب ميلز

استغرق الاجتماع بين الشارع وميلز 90 دقيقة، حيث تناول النقاش الخطوات اللازمة لنيل سوريا تخفيف العقوبات. ولفت ميلز إلى أهمية تدمير الأسلحة الكيميائية المتبقية من حكومة بشار الأسد، والتعاون مع الدول المجاورة في مكافحة الإرهاب، ومعالجة وجود المقاتلين الأجانب ضمن صفوف “هيئة تحرير الشام”.

التحديات الاقتصادية والسياسية

تواجه سوريا تحديات عديدة، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي لجنوب غرب سوريا، والذي استمر منذ الإطاحة بالأسد. تعاني البلاد من أزمة اقتصادية خانقة، حيث يعيش معظم السكان تحت خط الفقر، وتقدر تكلفة إعادة الإعمار بحوالي 400 مليار دولار. العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، نتيجة لقمع الأسد للاحتجاجات، ما زالت سارية، مما يعيق الاستثمارات، خصوصًا من دول الخليج الغنية.

السعي للحصول على الدعم الخليجي

أظهر ميلز التيارات المتغيرة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الشارع قدم له رسالة ليأخذها إلى ترامب. وقد أبلغ الشارع ميلز برغبته في كسب دعم الدول الخليجية، حيث أُفيد بأن السعودية تخطط لسداد ديون سوريا للبنك الدولي، مما سيفتح المجال للحصول على مليارات الدولارات لإعادة الإعمار.

تفاعلات مع القضية الفلسطينية

فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حدّد الشارع اعتزامه على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الفصائل الفلسطينية، حيث قامت حكومته مؤخرًا باعتقال اثنين من المسؤولين الكبار في حركة الجهاد الإسلامي، في إشارة إلى استعداد دمشق للتعاون مع الولايات المتحدة.

التعاون الدفاعي مع تركيا

تتفاوض الحكومة السورية حاليًا على اتفاق دفاعي مع تركيا، مما أثار قلق إسرائيل. يُذكر أن مقترحات الشارع تأتي في وقت يشهد تراجعًا للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، مما يتطلب من حكومته إثبات قدرتها على معالجة المخاوف الأمنية الأمريكية والإسرائيلية.

خطوات الدول الأوروبية

بينما لا تزال إدارة ترامب تتخذ خطوات بطيئة تجاه تخفيف العقوبات، بدأت بعض الدول الأوروبية في اتخاذ إجراءات سريعة. حيث أعلنت المملكة المتحدة عن رفع العقوبات عن وزارات الدفاع والداخلية السورية، وهو ما يعتبر خطوة كبيرة نحو تطبيع العلاقات مع الحكومة الجديدة. ومع ذلك، يتوقع الخبراء أن هذه الخطوة لن تؤثر بشكل كبير دون أن تتبعها تحركات مماثلة من الولايات المتحدة.

تمثل تصريحات الشارع وتطوره السياسي إشارات على كيفية تحوّل الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط، فيما تظل الآمال معقودة على تحقيق الاستقرار والازدهار في سوريا خلال المرحلة المقبلة

Scroll to Top