أزمة غذائية في غزة: أُسر تعاني من المجاعة بسبب إغلاق الحدود ووقف المساعدات الدولية

شبح المجاعة يعصف بغزة تحت الحصار الإسرائيلي

الفيضانات الإنسانية ووقف المساعدات

بعد أن أغلقت إسرائيل حدود غزة في أوائل مارس، تمكن إبراهيم العمدون من تجميع بعض علب الطعام. يقول الأب الفلسطيني لموقع ميدل إيست آي: “تدافع الجميع نحو السوق. عادةً ما نشتري الأطعمة المعلبة مثل الفاصولياء والتونة والأرز والحبوب – أشياء تدوم. لكن هذه الكمية القليلة نفدت قبل أسبوعين.” ويعيش العمدون مع والدته المسنّة وخمسة أطفال، ويقوم بإطعام أسرته مرة واحدة في اليوم بـ “المناقيش” – الخبز المسطح المتنوق بالزعتر. ويضيف: “حتى المناقيش ستختفي قريبًا.”

منذ مارس، توقفت 95% من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية عن توزيع المساعدات بعد نفاد إمداداتها. كانت المساعدات تُعتبر شريان الحياة لنحو 2.3 مليون من سكان غزة الذين يعيشون تحت القصف الإسرائيلي والحصار منذ أكتوبر 2023. وذكر العمدون: “نحن ببساطة نعيش على الأمل في أن يسمح بمرور المساعدات قريبًا.”

الاعتماد المتزايد على المساعدات

لم يتوقع العمدون أن يصبح معتمدًا على المساعدات الدولية قبل الحرب، حيث كان يعمل سائقا لسيارة أجرة. لكن مع بدء الحرب وفرض القيود على السلع التجارية، أوضح أن بعض العناصر لم يعد بإمكان التجار إدخالها. اليوم، حتى المساعدات الإنسانية توقفت، مما يُصعّب الحصول على القمح.

وفي الأول من أبريل، أغلقت جميع المخابز البالغ عددها 25 التي تدعمها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في قطاع غزة بسبب نقص الدقيق والوقود. الآن، تُستخدم الكميات المتبقية من الدقيق التي حصلت عليها العائلات من الفاو قبل تعليق المساعدات لصنع الخبز في الأفران البدائية.

قلة التغذية

يستطرد العمدون: “في معظم الأوقات نجوع، ولا يمكن أن نحصل على أكثر من وجبة واحدة يوميًا.” ويشير إلى أنه زار عيادة تابعة للأمم المتحدة مع ابنه البالغ من العمر عامين، ليكتشف أنه يعاني من سوء تغذية حاد. وأوضح الأطباء أن المشاكل الغذائية ليست دائمًا مرئية، حيث يفتقر جسم الطفل إلى الفيتامينات والبروتينات الأساسية.

انهيار سلة الغذاء

تفرض إسرائيل حصارًا صارمًا على غزة منذ عام 2007، وغالبًا ما تُغلق حدودها. ولكن، تمكن السكان سابقًا من التكيف بالاعتماد على الزراعة المحلية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. اليوم، أكثر من 80% من الأراضي الزراعية في غزة أصبحت غير صالحة للاستخدام، بعد أن تضررت من القصف الإسرائيلي.

الأثر الكارثي على الزراعة

تقول إسراء أبو شربان، مهندسة بيئية وعضو في لجنة إدارة أزمة المياه: “نتحدث عن تدمير الآبار الزراعية والبنية التحتية، وانهيار سلة غذاء غزة بالكامل.” ومع تحول العديد من المناطق الزراعية إلى مخيمات للنازحين، زادت المشاكل البيئية، حيث تؤثر المخيمات على مصادر المياه الجوفية المستخدمة للزراعة.

حاليًا، تُنتج الأراضي الزراعية القليلة المتبقية محاصيل محدودة فقط، بأسعار تناهز 35 شيكل (نحو 10 دولارات) لكيلوغرام من الخضروات، وهي أسعار باهظة مقارنةً مع القدرة الشرائية لغالبية الفلسطينيين.

نظرة إلى المستقبل

تعيش أسر غزة حالة من القلق والذعر بسبب نقص المساعدات وارتفاع أسعار الغذاء، حيث يكافح الأهالي لتأمين أساسيات الحياة وسط ظروف إنسانية تتدهور بشكل سريع. ومع غلق الحدود واستمرار القصف، تبقى أسئلة عديدة حول كيفية تلبية احتياجات سكان غزة المتزايدة، في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع بفارغ الصبر عودة المساعدات الإنسانية

Scroll to Top