ذاكرتنا القصيرة: العنصرية والنسيان في السياسة الأمريكية
مقدمة
تعتبر الذاكرة الجمعية للأمريكيين موضوعًا معقدًا، حيث يعتقد الكثيرون أن العالم يمتلك نفس النقص في الذاكرة الذي يعاني منه الأمريكيون. إن هذه الحالة تكون أكثر وضوحًا في السياسة الأمريكية، حيث يؤدي النسيان إلى ارتكاب العديد من مظاهر العنف ضد الأجانب، لا سيما الطلبة.
الفيزا والدعوات المستهدفة
في الشهر الماضي، صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن وزارة الخارجية قد ألغت أكثر من 300 تأشيرة طالب، في ظل استمرار إدارة ترامب في استهداف الطلاب الذين يتمتعون بمبادئ أخلاقية. يُذكر أن روبيو نفسه وُلِد لعائله كوبية في فلوريدا عام 1971، قبل أن يحصل والديه على الجنسية الأمريكية.
تاريخ العنصرية الأمريكية
لا يُعتبر هذا النمط من التمييز جديدًا على التاريخ الأمريكي. ففي الحرب العالمية الثانية، اعتقلت الحكومة الأمريكية حوالي 120,000 أمريكي من أصل ياباني في معسكرات اعتقال. كما يتجلى تاريخ طويل من استعباد السكان الأصليين وجرائم ثقافية، مثل المدارس الداخلية التي تهدف إلى “قتل الهندي في داخله” من خلال إعادة تربيته ليصبح شبيهاً بالأشخاص البيض.
ترامب والمظاهر العنصرية
بدلاً من أن يكون ترامب حالة استثنائية، يُعتبر تجسيدًا لعقلية تاريخية متجذرة في السياسة الأمريكية. لم يكن أي من الرؤساء الأمريكيين السابقين مرحبًا بالطلاب الأجانب في جميع الأحوال، باستثناء بعض الأوروبيين الذين ساهموا في تطوير البرنامج النووي.
اعتراضات دولية
تأتي تلك الممارسات في وقت يزداد فيه الهجوم على الطلاب الفلسطينيين والداعمين لهم، في ظل التقارير عن العنف ضدهم من قبل الأنظمة السياسية. إذ يُعتقد أن ترامب يستند إلى سابقيه، مثل كارتر وأوباما، لتنفيذ برامج تستهدف المسلمين والطلاب الأجانب.
الرسول الساخر
صحيح أن كل من ترامب وبايدن لهما مواقف سياسية مختلفة، لكن العنصرية والتمييز ضد الأجانب يشكلان خيطًا مشتركًا يجمع بينهما. قد تكون دوافعهم السياسية مختلفة، لكن الغرض الأساسي متشابه: تعزيز عنصر الشك تجاه الأجانب.
الخاتمة
إن الذاكرة الجماعية هي عنصر أساسي في مواجهة الأساليب العنصرية. يجب أن يجمعنا تذكر التاريخ، لنواجه العنف ونؤكد على حقوق الطلاب الأجانب والمهاجرين. إن الذين يعانون من هذه العنصرية يجب عليهم التعبير عن آرائهم والتمسك بمبادئهم أمام قوى الظلم.
هذه الآراء تعكس وجهة نظر الكاتب وليست بالضرورة تعبر عن سياسة تحريرية لموقع Middle East Eye