مقتل نافجة غشام: قصة امرأة مسنّة لم تُترك في بيتها وسط النزاع الإسرائيلي
الحفاظ على المنزل تحت القصف
في قرية يارون جنوبي لبنان، عثر ابن نافجة غشام، نور غشام، على حذائها الأسود الصغير بين أنقاض منزلها الذي دمرته الحرب. قبل فترة من وفاتها، كانت نافجة، التي تبلغ من العمر سبعين عامًا، ترفض مغادرة منزلها على الرغم من القصف الإسرائيلي العنيف. وقال نور “لقد أحبّت منزلها كثيرًا، ومن الواضح أنها كانت تقدر كل شيء فيه”. كانت نافجة امرأة مستقلة للغاية واعتبرت منزلها بمثابة مملكة، إذ كانت تقضي ساعات في تنظيف عتبة بابها والاعتناء بحديقتها.
عزم نافجة على البقاء
خلال التصعيد العسكري الذي شهده لبنان، حاول الكثيرون إقناع نافجة بمغادرة منزلها لأجل سلامتها، لكنها كانت تتمسك بقرارها. “لم تكن تسمع القصف، فقط أرادت أن تكون في منزلها”، قالت ليلى تحفة، جارة نافجة. وعلى الرغم من محاولات بعض المسعفين لإقناعها بمغادرة مكانها، إلا أنها كانت تعود كل مرة إلى منزلها.
العثور على نافجة
بعد فترة من وقف إطلاق النار التي بدأت في 27 نوفمبر، لم يتمكن المسعفون من الوصول إلى يارون بسبب وجود القوات الإسرائيلية. وعندما تمكنوا من دخول القرية في 27 ديسمبر، وجدوا نافجة ميتة في منزلها، وقد اصيبت بثلاث رصاصات وبدت على جسدها كدمات. وأشار المسعف محمد سلمان إلى أن الحياة انتهت بشكل مأساوي لهذه المسنّة ذات القلب الطيب.
الحكي عن عائلتها ومنزلها
نور غشام، ابن نافجة، طاف حول أنقاض منزله القديم مستعيدًا ذكرياته فيه. تذكر كيف كانت والدته تعتني بشجرة الزيتون في حديقة منزلهم، حيث كانت تنتج كل عام كمية جيدة من زيت الزيتون، لذلك كان مكانها ذا أهمية خاصة في قلبه.
أثر موت نافجة على المجتمع
أثارت وفاة نافجة حزنًا عميقًا في نفوس سكان يارون. اعتبرت فقدان الشخص الودود والمحبب مثل نافجة ضربة قاسية للقرية. قال جيرانها إنهم ما زالوا يتساءلون عن سبب دخول القوات الإسرائيلية إلى منزلها، لا سيما وأنها لم تكن تشكل أي خطر.
الحاجة للشفافية
تحدث المسؤول المحلي عن غموض الوضع خلال القتال، موضحًا أن معظم المباني في يارون دُمرت. وأشار إلى أن 90% من المنازل سويت بالأرض، مما ترك أثرًا عميقًا على سكان القرية.
انتهاء الاحتلال دون الإجوبة
خلال الأربعة أشهر الماضية، ومنذ تصعيد التوترات، تغيرت حياة العديد من السكان. ومع ذلك، ما زال الكثير منهم متمسكًا بالأمل في العودة إلى منازلهم وإعادة بناء حياتهم من جديد.
صورة الحذاء الأسود الصغير في ظل الأنقاض تعكس حب نافجة لمنزلها وعمق العلاقة التي كانت تربطها بمكانها، وذكّرت الجميع بأنه في قلب كل نزاع، هناك قصص إنسانية مؤلمة تستحق الإضاءة