إسرائيل تحذر من “حرب مطولة” مع إيران بينما يستمر النزاع
التصعيد العسكري
حذرت إسرائيل من احتمال دخول النزاع مع إيران في مرحلة “حرب مطولة”، حيث دخل الصراع أسبوعه الثاني دون علامات على توقفه. استهدفت القوات الإسرائيلية أهدافًا في طهران وغيرها من المناطق، فيما أدت هجمات صاروخية إيرانية إلى إصابة العديد من الأشخاص في مدينة حيفا الساحلية.
أعلنت القوات الجوية الإسرائيلية أنها دمرت صواريخ إيرانية مضادة للطائرات في جنوب إيران، وقتلت مجموعة من القادة العسكريين الإيرانيين المسؤولين عن إطلاق الصواريخ. وفقًا لبيانات جيش الدفاع الإسرائيلي، فإن القصف منع إطلاق صواريخ كان من المقرر أن تُستخدم في وقت لاحق من مساء الجمعة.
الهجمات المتبادلة
أطلقت إيران صواريخ باليستية نادرة بعد الظهر عبر سماء إسرائيل، مما أدى لتفعيل صفارات الإنذار في جميع أنحاء البلاد. ومن بين هذه الصواريخ، تمكن واحد من تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية، حيث أصاب منطقة قرب موانئ حيفا، مما أسفر عن إصابة 45 شخصًا، من بينهم 19 شخصًا تم نقلهم إلى المستشفى. كما أصاب صاروخ إيراني مدينة بئر السبع الجنوبية، دون أن يُسجل أي إصابات.
مع تصاعد القتال، صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللواء إيال زامير، أن على الإسرائيليين الاستعداد لحقب “صعبة” قادمة. وذكر زامير: “لإزالة تهديد بهذا الحجم ضد عدو بهذا الشكل، يجب أن نكون مستعدين لحملة مطولة. يومًا بعد يوم، يتم توسيع حريتنا في العمليات و narrowing the enemy’s”.
ردود الفعل الدولية
عبر داني دانون، السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، عن الموقف القوي لإسرائيل قائلاً: “لن نتوقف. حتى يتم تفكيك تهديد إيران النووي، والتخلص من ماكنتها الحربية، وحتى تكون شعوبنا آمنة”. وفي جنيف، حيث التقى دانون بنظرائه من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عزم إيران على الدفاع عن سيادتها “بكل قوة”.
في وقت لاحق من يوم الجمعة، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إنه من غير المحتمل أن يضغط على إسرائيل لتقليل هجماتها لفتح مجال للمفاوضات، مؤكدًا: “إذا كان أحدهم فائزًا، سيكون من الصعب أن تطلب ذلك أكثر مما لو كان أحدهم خاسرًا”.
تداعيات النزاع
حذر أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، جميع الأطراف من ضرورة “إعطاء السلام فرصة”، موضحًا أن توسيع النزاع قد يشعل “نارًا لن يتمكن أحد من السيطرة عليها”.
في السياق، أفادت المملكة المتحدة بانسحاب موظفي سفارتها من إيران، وأعلنت سويسرا إغلاق سفارتها هناك. وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن “نظرًا للوضع الأمني الحالي، اتخذنا التدبير الاحتياطي بسحب موظفينا مؤقتًا من إيران، مع استمرار العمل بشكل عن بُعد”.
الوضع الإنساني والضرر الفادح
بدأ النزاع عندما أطلقت إسرائيل مئات الغارات الجوية على إيران، في عملية قالت إنها تهدف لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. وهذا أدى إلى رد إيراني سريع بسلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة، مما أثار دوامة متبادلة من الهجمات بين الدولتين.
بينما دمّرت القوات الإسرائيلية جزءً كبيرًا من الدفاعات الجوية الإيرانية، أفادت التقارير أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 639 شخصًا وجرح 1326 آخرين، وفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية، في حين أسفرت الصواريخ الإيرانية عن وفاة 25 شخصًا وجرح المئات في إسرائيل.
المخاوف الإقليمية
تشعر الدول المجاورة بالقلق من أن يتسبب التوسع في الصراع بين إيران وإسرائيل في عواقب إقليمية، لا سيما إذا تدخلت المليشيات المدعومة من إيران في العراق واليمن ولبنان.
في يوم الجمعة، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، تحذيرًا لمليشيا حزب الله اللبنانية بعدم الانخراط في القتال بين إسرائيل وإيران، مؤكدًا على ضرورة استقرار المنطقة في ظل التصعيد الجاري.
التركيز على الحلول الدبلوماسية
أعلن مسؤول دبلوماسي غربي في الشرق الأوسط أن تدخل الولايات المتحدة قد يؤدي إلى بطء المعارضة الإقليمية، مشيرًا إلى أنه وسّعوا التفكير بشأن الخيارات المتاحة. بينما أظهر بعض المصادر أن التدخل الأمريكي سيكون ضروريًا لمواجهة التحديات النووية الإيرانية.
يسعى المساعي الدبلوماسية الأوروبية إلى إعادة إحياء المحادثات بين واشنطن وطهران، بهدف تجنب التدخل العسكري الأمريكي وتقليل الصراع المطول.
في ظل وضع ملتهب مثل هذا، تبقى الخيارات مفتوحة أمام الدول المعنية في كيفية التعامل مع هذا النزاع المتصاعد