Skip to content

إسرائيل تدعم الدروز في سوريا وتحذر من تصاعد الصراع مع الجهاديين السُنة: كيف يتعرض هؤلاء للاضطهاد في ظل حكم آل جُولاني؟

إسرائيل تساعد، لكنها تخشى التورط: لماذا يتعرض الدروز للاضطهاد على يد النظام السوري؟

مقدمة

تتجلى جذور الصراعات الحالية في سوريا في الطابع الديني، حيث تتصارع الجماعات الجهادية السنية مع أتباع الديانة الدرزية السرية. تحافظ إسرائيل على علاقات قوية مع الدروز، لكنها تتوخى الحذر لعدم تأجيج الأوضاع، حيث أن تدخلها في النزاع يوفر “ذخيرة دعاية” للنظام الجديد الذي يقوده أحمد الشرع (محمد أبو الجولاني)، في محاولة لإثارة الفوضى التي قد تؤدي إلى انهياره.

العمليات العسكرية الإسرائيلية

خلال الغارات الجوية التي نفذتها ليلة الجمعة إلى السبت، كان هناك هدفان رئيسيان. الأول هو تدمير أنظمة الأسلحة الاستراتيجية المتبقية من جيش بشار الأسد، والتي قد تُستخدم ضد إسرائيل. والثاني هو إرسال رسالة إلى النظام الجديد في سوريا، محذرة إياهم من استمرار الاعتداءات العنيفة ضد الدروز. تتجلى مخاوف إسرائيل من إمكانية انضمام عناصر من جيش الأسد إلى الصفوف الجديدة التي يؤسسها الشرع، مما قد يُهدد حرية العمل الجوي لقواتها.

السياق الديني للصراع

يرجع الجذر الديني للصراعات بين الجهاديين السنة والدروز إلى القرن الحادي عشر. يُعتبر الدروز طائفة غير مسلمة، لكن دينهم هو فرع من التيار الشيعي الإسماعيلي الذي حكم مصر في نهاية الألفية الأولى. إن تاريخ اضطهاد الدروز يعود إلى انشقاقهم عن الإسماعيليين، مما جعلهم يتعرضون للاضطهاد في مصر حتى لجأوا إلى سوريا بحثًا عن ملاذ.

الوضع الحالي للدروز في سوريا

يعيش حوالي 600,000 درزي في سوريا، مع تجمعات رئيسية في محافظة السويداء. لدى الدروز حوكمة شبه مستقلة في هذه المناطق. ومع ذلك، يسعى الشرع لفرض نظامه في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك المناطق الكردية والمناطق العلوية. يواجه الدروز ضغطًا من الجماعات الجهادية، الذين يعتبرونهم كفارًا يجب إرجاعهم إلى “الطريق الصحيح”، وهو ما يجعلهم أهدافًا حيوية للاعتداءات.

التحركات الإسرائيلية والردود الدولية

تحذر إسرائيل من أن السماح للجماعات الجهادية بالتمركز بالقرب من حدودها قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، كما حدث في أحداث 7 أكتوبر الفائت. ومع تزايد الضغوط الدولية، تُبذل الجهود لإرساء ترتيبات أمنية مستدامة مع النظام في دمشق لحماية الدروز. عدد من القيادات الدرزية في السويداء قد توصلت إلى اتفاق مع حكومة الشرع، لكنه يظل هشًا في ضوء الأحداث المتصاعدة.

الخاتمة

تجد إسرائيل نفسها في موقف معقد، حيث تسعى للحفاظ على علاقاتها مع الدروز في الوقت الذي تتجنب فيه التورط في النزاع السوري. مع الانقسامات الداخلية بين الدروز، يعتمد المستقبل على قدرة المؤسسات الدولية والمحلية على تقديم الدعم وحماية هذه الأقلية من الأجزاء العنيفة للصراع المستمر.

من المهم مراقبة تطورات هذا الموقف عن كثب، حيث يمكن أن تؤدي الانفجارات العنيفة والانقسامات السياسية إلى تفاقم الأزمات في المنطقة

Scroll to Top