عدم وصول المساعدات إلى الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر
الوضع الحالي للمساعدات الإنسانية
لم تصل أي مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة حتى يوم الأربعاء، على الرغم من التظاهر الإسرائيلي بوجود عشرات الشاحنات التي دخلت. منذ الثاني من مارس، فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على غزة، مما حال دون دخول أي طعام أو إمدادات طبية أو سلع إلى هذا القطاع المحاصر.
ادعاءات إسرائيلية بمساعدة محدودة
في يوم الأحد، أعلنت إسرائيل أنها ستسمح بدخول “كمية محدودة من الطعام” إلى غزة لأسباب وصفها بـ”دبلوماسية” تهدف لتخفيف الضغط الدولي الذي يمكن أن يؤدي إلى إنهاء الحرب المستمرة. وقد زعمت القوات العسكرية الإسرائيلية أن أكثر من 90 شاحنة مساعدات قد دخلت إلى القطاع هذا الأسبوع، ولكن مصادر داخل غزة أكدت لموقع “ميدل إيست آي” أن الشاحنات لا تزال متوقفة على الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم.
تأكيدات منظمات الإغاثة
أكدت منظمات الإغاثة أنه لم يتم توزيع أي مساعدات إنسانية. وصرح ناهد شحيبر، رئيس جمعية النقل الخاصة في غزة، في مقابلة مع قناة “العربي” أن “لا مساعدات دخلت قطاع غزة منذ 2 مارس”. وأكد متحدث باسم الأونروا أن الآلاف من شاحنات المساعدات في انتظار العبور، ولكن لم يدخل أي منها إلى مرافق التخزين أو وصل إلى المحتاجين داخل غزة.
تعقيدات التأخير
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إلى أن التأخير يتعقد بسبب المتطلبات الإسرائيلية، التي تتطلب تفريغ الإمدادات على الجانب الفلسطيني وإعادة تحميلها مرة أخرى بمجرد تأمين الوصول من داخل غزة.
معاناة الفلسطينيين في غزة
يعاني الفلسطينيون في جميع أنحاء غزة من تدهور الظروف، ويقولون إن وعود المساعدات ليست سوى أوهام إعلامية. فقد عبر بارهم زرووب، أحد سكان غزة، عن شكوكه حيال هذه التقارير، قائلاً: “لقد قالوا إن الشاحنات ستدخل، لكنها لم تدخل ولا شاحنة واحدة.
الحاجة الضرورية للمساعدات
وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإنه يلزم على الأقل 600 شاحنة يومياً لبدء معالجة الأزمة الإنسانية الشديدة في غزة. وأكد دوجاريك أن وصول المساعدات، رغم كونه علامة إيجابية، إلا أنه لا يتعدى “قطرة في المحيط” بالمقارنة مع ما هو مطلوب.
تصاعد احتياجات المواطنين
من جانبها، عبرت رضوان أحمد، المقيمة في سوق خان يونس، عن الوضع المتدهور، قائلة: “أحاول حالياً العثور على دقيق لأطفالي، ولكنني لا أستطيع العثور على أي شيء”. وشارك حجاج أحمد، أحد سكان غزة، مشاعر الإحباط، مشيراً إلى أنهم لم يتناولوا الطعام أو الحليب منذ أكثر من شهرين.
الأرقام المأساوية
وعلى الرغم من هذه الأزمات، تشير الإحصائيات إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة أدت إلى مقتل 53,655 فلسطينياً منذ 7 أكتوبر 2023، بما في ذلك أكثر من 15,000 طفل، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وارُتبطت 58 حالة وفاة بسوء التغذية و242 بغياب الطعام والدواء بعيدًا عن العائلات.
إن الوضع الإنساني في غزة يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً لضمان دخول المساعدات الإغاثية وتخفيف المعاناة المتفاقمة بين الفلسطينيين