السيطرة الإسرائيلية على سفينة “مادلين” للمساعدات الإنسانية
تفاصيل الحادثة
سيطرت القوات الإسرائيلية صباح يوم الاثنين على سفينة المساعدات البريطانية “مادلين” التي كانت تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. تُشغل السفينة من قبل ائتلاف السفن الحرة (FFC) وكانت تحمل كمية رمزية من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأرز وحليب الأطفال، بهدف زيادة الوعي الدولي بالأزمة الإنسانية في غزة. وفقًا لما أعلنه ائتلاف السفن الحرة عبر حسابه في تيليجرام، تم intercept السفينة في الساعات الأولى من صباح الاثنين قبل أن تتمكن من الوصول إلى غزة.
اعتقالات واحتجازات
احتجزت السلطات الإسرائيلية طاقم السفينة المكون من 12 شخصًا، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ والسياسية الفرنسية ريمة حسن. أكد الطاقم أن الطائرات بدون طيار حاصرت السفينة ورشتها بسائل أبيض قبل اعتقالهم.
تاريخ الهجمات الإسرائيلية
تعتبر هذه الحادثة جزءًا من سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي استمرت لأكثر من عقد ونصف من الزمن ضد السفن التي تنظمها الـ FFC في محاولة لكسر الحصار الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية منذ 18 عامًا. ويؤكد الائتلاف أنه يُدار وفق مبادئ المقاومة غير العنيفة، ويضم منظمات من عدة دول، منها كندا وإيطاليا وماليزيا ونيوزيلندا والنرويج وجنوب أفريقيا وإسبانيا والسويد وتركيا والولايات المتحدة وإيرلندا والبرازيل وأستراليا وفرنسا.
الهجمات السابقة على السفن
تأسس ائتلاف السفن الحرة في عام 2010 بعد أن قامت القوات الإسرائيلية بمهاجمة مهمة “أسطول الحرية” في مايو من نفس العام، مما أسفر عن مقتل عشرة نشطاء. كانت المهمة “مافي مرمرة” التي نظمتها حركة غزة الحرة ومؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية IHH. انطلقت السفينة من ميناء سراي بورنو في اسطنبول في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي، ولكن تم اقتحامها من قبل قوات الاحتلال في المياه الدولية يوم 31 مايو 2010، مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الفور.
توالت بعد ذلك الحوادث، حيث أثبتت محاولات أخرى لتنظيم أساطيل مساعدات تجاه غزة فشلها بسبب الهجمات الإسرائيلية. في عام 2011، كانت المهمة “أسطول الحرية II – ابق إنسانياً” قد توجهت إلى غزة، ولكن معظم السفن لم تتمكن من الإبحار بسبب أعمال التخريب التي قام بها الاحتلال.
الهجمات الأخيرة
استمر ائتلاف السفن الحرة في تنظيم مهام مختلفة، بما في ذلك “أسطول الحرية III” في عام 2015 و”السفينة النسائية إلى غزة” في عام 2016، حيث تم احتجاز جميع أفراد طاقم السفينة النسائية من قبل القوات الإسرائيلية. في السنوات الأخيرة، تم استهداف سفن مثل “اليتيمة” و”الضمير” والتي تركز على الأطفال في غزة، مما يعكس استمرار الحصار والمعاناة التي يتعرض لها أهالي غزة.
ختام
تؤكد هذه الأحداث على تعقيد الوضع الإنساني في غزة، وتسلط الضوء على الجهود الدولية لإنهاء الحصار. ويبقى السؤال مطروحًا حول كيف سيكون رد المجتمع الدولي على التصعيد المستمر للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد السفن الإنسانية