ظاهرة “الرحلة الخالية من الترفيه” تثير النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي
سلوكيات جديدة على متن الطائرات
في أحد حلقات مسلسل “ساينفيلد”، تجسد إلين بنيس، التي قامت بدورها جوليا لويس-درايفوس، رحلة جوية تمتد لـ 22 ساعة مع صديقها ديفيد بودي (باتريك واربرتون). تقوم إلين بفتح كتاب لتبدأ القراءة، لكنها تلاحظ أن بودي لا يمتلك أي شكل من أشكال الترفيه. تسأله عما إذا كان ينوي قراءة كتاب، لكنه يجيب بالنفي. “هل ستنام؟” “لا”. “أنت ستمكث هنا، تحدق في ظهر المقعد؟” تسأله، ليجيب ببرود: “نعم”.
هذا السلوك، الذي يعتبره البعض مضحكًا، يتجاوز كونه مجرد مزاح في برنامج تلفزيوني معروف. فقد بدأ يظهر على الطائرات الفعلية، وأيضًا على منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك.
صراع من أجل الانفصال والتواصل
مع التقدم التكنولوجي الهائل، أصبح من النادر أن تسلم نفسك بدون انقطاع أثناء الرحلات. يشتكي البعض من أن ساعات الجلوس بمفردهم مع أفكارهم قد تكون تعذيبًا، خاصة لمن يعانون من قلق السفر. عامل التشتت قد يكون الفرق بين تجربة سفر غير مريحة وقلق كامل.
تجربة كوميدية على متن الطائرة
جوش فايرستين، كوميديان مقيم في واشنطن، قرر تجربة عدم استخدام أي أشكال للترفيه خلال رحلة من دالاس إلى شيكاغو. يقول: “لقد رأيت هذه الظاهرة على الإنترنت ووجدتها مضحكة تمامًا – شيء يشجع الرجال على تحدي أنفسهم من دون سبب”.
يصف تجربته قائلاً: “كنت في المقعد الأوسط، وكان الرجل بجواري ضعف حجمي. عرفت أن المقعد الأوسط هو الأسوأ، لذا قررت الالتزام بالتجربة والجلوس في صمت مطلق”. وعلى الرغم من رفضه تناول المشروبات خلال الرحلة، لم يشعر بتحسن. “لم أخرج من هذه التجربة بأي درس أو دلالة عميقة. كانت رحلة مدتها ساعتان ونصف وكأنها أربع ساعات”.
ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي
تلقى هذا الاتجاه تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تبادل الأشخاص الآراء حوله. ناقش البعض إمكانية أن يكون هذا السلوك سمة تميز الرجال، مشيرين إلى دراسة من جامعة بنسلفانيا التي زعموا أنها تشير إلى أن أدمغة الرجال تدخل في حالة “راحة” أكثر من النساء. ومع ذلك، نفى مؤلف الدراسة أن تكون هذه النتائج صحيحة.
إن ظاهرة “عدم استخدام أي وسيلة ترفيه” على الرحلات الجوية قد أثارت فضول الكثير من الناس وأدت إلى نقاشات حول كيفية تجربة الرحلات بشكل مختلف