ردود الفعل في إيران بعد الغارات الإسرائيلية
الغارات الإسرائيلية على طهران
بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت المناطق السكنية في طهران في الساعات الأولى من يوم الجمعة، بدأت وسائل الإعلام المحلية بمشاركة مقاطع فيديو وصور تظهر آثار الهجمات واسعة النطاق. وناقش الشخصيات السياسية والمحللون الإيرانيون الأثر المحتمل لهذه الضربات على المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة واحتمالية نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط.
تُظهر مقاطع الفيديو التي تم تداولها حجم الدمار، حيث نشر أحد سكان منطقة سادات آباد فيديو يُظهر طابقاً مدمرًا في برج سكني، متسائلاً عن أولئك الذين دعوا إلى تدخل أجنبي لتغيير النظام قائلاً: “أنتم الذين قلتم إنكم لستم خائفين من الحرب، انظروا إلى هذا.”
الآثار الإنسانية للهجمات
أصابت الضربات 11 محافظة على الأقل، مما أسفر عن مقتل 78 شخصًا وإصابة 329 آخرين في محافظة طهران وحدها، وفقًا لأرقام غير رسمية من وسائل الإعلام المحلية. وتوالت التصريحات من مسؤولي النظام الذين أكدوا التزامهم بالرد على هذه الهجمات، مشددين على استمرار البرنامج النووي الإيراني وعدم تضرر بنيته التحتية.
التحليل السياسي ونتائج الهجمات
أعرب المحللون عن قلقهم من تداعيات هذه الهجمات، معتبرين أنها تمثل نقطة تحول تاريخية في الصراع بين إيران وإسرائيل. وقد أكد عالم السياسة، علام صالح، في حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن الهجمات ستدفع إيران بشكل أقرب لتطوير أسلحة نووية، نظرًا لأنه أصبح من الواضح أن إسرائيل تمثل تهديداً وجودياً.
ورغم تصعيد الخطاب الرسمي الذي يشدد على الصمود، أشار محللون إلى وجود أزمة داخلية تضرب إيران، حيث انتقد المحلل السياسي مجتبی نجافي غياب الوحدة الوطنية في مواجهة التهديدات الأجنبية، قائلاً إن مشكلات لم تُحلّ تغذت الغضب الداخلي.
ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي
شهدت منصات التواصل الاجتماعي موجة من التعبيرات عن الغضب والسخرية، حيث تساءل بعض المستخدمين عن كيفية ترحيب الشعب الإيراني بقوى أجنبية في بلادهم، بينما انتقد آخرون القادة العسكريين الذين يعيشون في المناطق الراقية بتهران. وقد كتب نشطاء سياسيون عبر منصتهم أن الصور التي سُجلت تظهر التناقض الواضح بين وجهة نظر السلطة والواقع اليومي للمواطنين.
هذه التطورات والتحليلات تشير إلى وجود انقسام عميق في المجتمع الإيراني، حيث تسلط الضوء على ضعف التماسك الوطني وارتفاع مستوى الإحباط بسبب القيود السياسية والاقتصادية