Skip to content

إيران في مفترق طرق: هل تنجح الدبلوماسية الأمريكية في تجميد برنامجها النووي قبل انقضاء فرصة الهجوم العسكري؟

التصعيد بين إسرائيل والولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي

خلفية التوترات

لم يكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متفاجئًا عندما أبلغه المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ترامب، ستيف ويتكوف، خلال زيارته إلى واشنطن، عن بدء مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران. هذه المفاوضات بدأت بالفعل يوم السبت الماضي في مسقط، عاصمة عمان. من المحتمل أن تكون إسرائيل على دراية بالانقسام الموجود داخل الإدارة الأمريكية حول قضية البرنامج النووي الإيراني، حيث يقود معسكر المُتشددين، والذي يضم مستشار الأمن القومي مايك بومبيو وكبار جنرالات البنتاغون، الدعوات لتدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل.

الخيارات العسكرية والسياسية

بحسب ما أفاد به “نيويورك تايمز”، كانت هناك خطط إسرائيلية بالتعاون مع الولايات المتحدة لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، وقد يتم تنفيذها الشهر القادم إلا أن ترامب عارض هذه الخطط مُفضلًا الحل الدبلوماسي. وعند علمه بذلك اتصل نتنياهو بترامب محاولًا إقناعه بتغيير موقفه، لكنه جُوبِل بردٍّ بأن النقاش لن يتم عبر الهاتف.

يعتبر الوضع الإيراني مُعقدًا حيث إنها تعيش أسوأ فترة اقتصادية لكنها في ذات الوقت قريبة من الإنتاج النووي العسكري، مما يرفع من مستوى القلق الإسرائيلي والدولي.

التوقيت الحرج

تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن هنالك نافذة زمنية ضيقة قد تُحرم فيها الفرصة للدفاع عن المصالح الإسرائيلية ضد التهديد النووي الإيراني، وهذا يتضمن تنفيذ هجمات عسكرية فعالة. يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن التحركات العسكرية ستسهم في خلق ظروف مُواتية للإطاحة بالنظام الإيراني.

المصالح الأمريكية والإسرائيلية

يسعى الرئيس ترامب من خلال فترة حكمه الثانية، إلى إنهاء النزاعات المسلحة حول العالم عبر المفاوضات، ويعتبر أن إنهاء البرنامج النووي الإيراني سيساعده في تحقيق إنجاز على الصعيد الدبلوماسي. لكن القلق في إسرائيل هو أن ترامب قد يقبل بجزء من الصفقة، مما قد يضر بالمصالح الإسرائيلية.

وبينما تعتقد إسرائيل أنه لا يمكن القبول بأقل من تدمير كامل للقدرات النووية الإيرانية، فإن المسار الدبلوماسي الأمريكي قد يُفضي لنتائج أقل تطلعًا.

المفاوضات الحالية

المفاوضات بين الجانب الإيراني والأمريكي بدأت بمناقشات حول الإجراءات وليس الجوهر، مما يخشى أن يُفسح المجال لطهران لتجديد برنامجها النووي دون قيود صارمة. تصر إيران على بقاء برنامجها وأنها لن توافق على رحيل المواد النووية المُصنّعة.

التوقعات المستقبلية

يتوقع المُحللون أن هناك سيناريوهين محتملين. السيناريو الأول يُفضل نجاح المُفاوضات في الوصول لنتائج ترضي الأطراف، مما قد يُفضي لعمل عسكري مُشترك في حال عدم التوافق. أما السيناريو الثاني، وهو الأكثر قلقًا في إسرائيل، فهو احتمال أن يقدّم ترامب اتفاق طهران المؤقت، مما قد يُعقّد الوضع.

في المجمل، تظل الأولوية العليا لإسرائيل هي التأكد من انهيار قدرة إيران على إنتاج الأسلحة النووية لخلق بيئة أمنية أفضل في الشرق الأوسط

Scroll to Top