Skip to content

الأفق السياسي في إيران: مستقبل النظام والبدائل المطروحة في ظل الأزمات المتصاعدة

كل التحديات: إلى أين تسير إيران؟

الخلفية السياسية

تعتبر مسألة الإطاحة بنظام الملالي في إيران موضوعًا ساخنًا في وسائل الإعلام الغربية، حيث بدأ العديد من المحللين في دراسة البدائل المحتملة لما يُعرف بيوم بعد نظام الولي الفقيه. ورغم أن الإطاحة بالنظام لم تحدث بعد، إلا أن السياقات السياسية تشير إلى إمكانية حدوث ذلك. يُعتقد أن العديد من القوى الغربية، خصوصًا بعد الفشل في العراق وأفغانستان، تتخذ موقفًا حذرًا تجاه أي محاولة لتغيير النظام من الخارج، ولكن الأعين مترقبة.

الوريث المشكوك فيه

يتصدر المشهد السياسي اقتصاديون مثل رضا كورش علي بهلوي، الابن البالغ من العمر 64 عامًا للشاه الإيراني الأخير. يعيش بهلوي في المنفى منذ 46 عامًا ويبدو متحمسًا للعودة، ولكن ما زالت فرصه ضئيلة. يُشير البعض إلى أنه يحتاج إلى دعم سعودي وأمريكي وأوروبي كبير للتمكن من العودة إلى إيران، رغم أن معظم الإيرانيين غير مهتمين بعودته لأنهم لا يتذكرون الحياة قبل الثورة الإسلامية عام 1979.

القضايا المحلية

من جهة أخرى، تظل تفاعلات الأقليات مثل الأكراد والبلوش المستاءين من النظام قائمة. فالأقليات تواصل تحركاتها السياسية، ولكن لا يوجد لديها تنظيم موحد يمكن أن يشكل تهديدًا حقيقيًا للنظام الحكومي. وقد أدى مقتل الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر 2022 إلى تأجيج مشاعر الاستياء في العديد من المناطق الإيرانية.

قوة المعارضة الداخلية

تقف المعارضة الإيرانية الشابة، التي تتألف في الغالب من فئة عمرية تتراوح بين 18 و40 عامًا، على صفيح ساخن، حيث تأمل في تنظيم احتجاجات كبيرة تعيد الزخم. ولكن الوضع الراهن يزيد من صعوبة الأمر، حيث اختفى العديد من المتظاهرين جراء سياستهم القمعية. الآن، رغم المناشدات من المعارضة في الخارج، تظل القدرة على الإطاحة بالنظام أمرًا غير مؤكد.

الاستمرارية المحتملة للنظام

يتمثل أحد السيناريوهات المحتملة في استمرار نظام خامنئي، على الرغم من كبر سنه (86 عامًا) وتدهور صحته. يُحضر ابنه، مجتبى، ليكون خليفته، ولكن لديه نقص في الخلفية والتعليم الديني المطلوب. فقدان العديد من كبار القادة قد يعزز من فرصه، فيما تشكك القوى الخارجية في جدوى أي تغيير سياسي كبير.

نظرة إلى المستقبل

في النهاية، يبقى مستقبل إيران غير مؤكد. يُظهر الوضع الحالي أن محاولة الإطاحة بنظام الملالي ستواجه تحديات عديدة، خاصةً في ظل تنوع ديمغرافي معقد وعلاقات متوترة بين المجموعات المختلفة داخل البلاد. بالإضافة إلى ذلك، قد يستمر النظام في السلطة رغم الأزمات الراهنة، مما يشير إلى أنه لا يزال هناك وقت طويل قبل أن نشهد أي تغييرات حقيقية في الساحة الإيرانية.

في الوقت الراهن، تتجه الأنظار نحو كيفية تفاعل القوى الخارجية والداخلية للعمل على تشكيل مستقبل إيران، إذ أن الأمور لا تزال غير واضحة في ظل هذه الظروف المعقدة

Scroll to Top