الشّرح حول المرحلة التالية من خطة ترامب: هل تواجه أزمة؟
صعوبات أمريكية في الموافقة على القوة الدولية في غزة
تُواجه الولايات المتحدة صعوبة في الحصول على دعم كافٍ في الأمم المتحدة لإقرار القرار الخاص بالقوة الدولية في غزة. حيث تعارض كل من الصين وروسيا، التي تعمل على تقديم مشروع قرار منفصل، بينما تتأرجح الجزائر بين الخيارات. حذر مسؤولون في إسرائيل من “لعب مزدوج” من قبل الفلسطينيين. أما إندونيسيا، فهي تستعد لنشر قوات، كما ترغب الدول الأوروبية في تقديم المساعدة، لكن الخطة – التي كانت مليئة بالمشاكل منذ البداية – مُعرضة للخطر بعد مرور شهر ونصف على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته لغزة، حيث لا يزال مستقبل المرحلة التالية غير واضح.
دعم مشترك من الدول العربية والإسلامية
في ظل الصعوبات الدبلوماسية، أصدرت الولايات المتحدة وثيقة مشتركة مع ثماني دول مسلمة وعربية تُعبر عن دعمها الكامل لمشروع القرار الأمريكي. تهدف هذه الوثيقة، التي أقامتها بعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، إلى تسريع إقرار القرار وتسليط الضوء على الالتزام الإقليمي بالخطة الشاملة لإنهاء الصراع في غزة.
تُعرب الدول الموقعة على الوثيقة، والتي تشمل قطر، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية، وإندونيسيا، وباكستان، والأردن، وتركيا، عن دعمها لمشروع القرار المعروض حالياً على مجلس الأمن. وتؤكد الوثيقة أن القرار يُعتمد على “الخطة الشاملة التاريخية لإنهاء الصراع في غزة”، التي تم الإعلان عنها في 29 سبتمبر، وأُقرت في “قمة السلام” بشرم الشيخ.
الصعوبات التي تواجه مجلس الأمن
أوضح الدبلوماسيون الغربيون أن هذه الوثيقة تُمثل “خطوة مدروسة من قبل الأمريكان للحفاظ على دعم مشروعهم”. إذ تحتاج الولايات المتحدة إلى تسع دول في مجلس الأمن لدعم التصويت، وهو الأمر الذي يُعتبر مهمّة صعبة نظرًا لمعارضة روسيا والصين ووجود مشروع القرار الروسي البديل.
بينما انضمت باكستان رسميًا لدعم القرار، لا تزال الجزائر “تتأرجح” وقد تكون مفتاح النجاح. وفي إسرائيل، أعرب مسؤولون عن رضائهم عن الوثيقة، ولكنهم حذروا من “اللعب المزدوج” من قبل الفلسطينيين الذي يتضمن دعمهم للوثيقة الأمريكية في العلن بينما يتربصون بها في الكواليس.
الخطوات المقبلة والدور الدولي
تم إعطاء الضوء الأخضر للوثيقة المشتركة للدخول في مرحلة حرجة نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب. يستهدف قوات الاستقرار، التي ستتكون من قوات دولية، استبدال القوات الإسرائيلية في غزة والمساعدة في إعادة إعمار المنطقة تحت مراقبة دولية.
تتضمن الخطة الشاملة الهدنة، وإعادة إعمار القطاع، ونزع سلاح حماس، وتجريد غزة من الأسلحة، لكن واجهت هذه الخطوات مقاومة من دول مثل روسيا. يُتوقع أن تُعقد التصويت على القرار الأسبوع المقبل، لكن نجاحه يعتمد على إقناع الجزائر واحتواء الاعتراضات الأخرى.
الخلافات في مجلس الأمن
أشار أربعة دبلوماسيين تحدثوا مع “نيويورك تايمز” إلى وجود عدة خلافات رئيسية حول القرارات المعروضة في مجلس الأمن، حيث ترغب الصين في إزالة خطة ترامب بالكامل من القرار، بينما تطالب روسيا، والجزائر، وفرنسا بإضافة صياغة واضحة لدعم الدولة الفلسطينية.
كما طلبت بعض الدول توضيحات حول تركيب ومهام الهيئة المسؤولة، المعروفة باسم “مجلس السلام”، التي ستكون مسؤولة عن تنفيذ خطة ترامب. هذا وقد توقفت العديد من الدول العربية عن التقدم للمشاركة في عمل القوة بسبب المخاوف من الدخول في صراع عسكري مع حماس.
الاستعدادات من إندونيسيا
في الوقت الذي دحضت فيه العديد من الدول العربية عروض المشاركة، أعلن وزير الدفاع الإندونيسي، سيفري سمعسودين، عن تدريب 20,000 جندي لمهام “الصحة والبناء” في غزة. تعتبر إندونيسيا – أكبر دولة إسلامية – من الدول القليلة التي أكدت أنها سترسل قوات، على الرغم من عدم وجود قرار حتى الآن بشأن كيفية أو متى سيتم نشرهم.
Japanese said: “ننتظر قرارات إضافية بشأن إجراءات السلام في غزة”.
التعاون الإقليمي والمقترحات الأوروبية
خلال ظهوره تساءل وزير الدفاع الإندونيسي، سيفري سمعسودين، عن شراكة مشتركة مع الأردن لتبادل المعلومات حول غزة، وذلك خلال اجتماعه مع رئيس الأركان العامة الأردني. أيضًا، سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل اقتراحًا يتضمن تدريب 3,000 شرطي فلسطيني في إطار الخطة التي يقودها الرئيس ترامب.
الجانب الروسي
أصدرت روسيا مشروع قرار خاص بها في مجلس الأمن، كجزء من دعمها لمشروع قرارها الذي يتضمن التأكيد على أن “الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة يمثل تهديدًا للسلام الإقليمي”، بالإضافة إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لفحص خيارات إنشاء قوة استقرار دولية في غزة.
الوضع الحالي
يقول دبلوماسيون إن الاقتراح الأمريكي الجديد يحتوي على مواد قد تكون “غير مريحة لإسرائيل”، بما في ذلك فقرة تلغي حق الفيتو الخاص بها مع تقليص الجهات الدولية التي يمكن أن تساعد في بعثة السلام.
ستبقى الأوضاع في غزة تحت الأنظار، وتظل الآمال معلقة على تنفيذ خطة قد تساعد على تحقيق السلام وسط التخوفات من مقاومة إضافية، لكن الوضوح لا يزال في نهاية الأفق.