Skip to content

البابا فرنسيس: رمز السلام وحوار الأديان، وفقدانه في ظل تصاعد الصراع في غزة

العرب يندبون وفاة البابا فرانسيس، مناصر الحوار بين الأديان وكرامة الإنسان

توديع زعيم روحي

توفي البابا فرانسيس، أول بابا من الجنوب العالمي، يوم الاثنين الماضي، عن عمر يناهز 86 عامًا، في أعقاب عام من تدهور حالته الصحية. ودعته العديد من الجماعات، بما في ذلك أعضاء من المجتمع العربي، بتعاطف حقيقي. إذ كان هو لُقب بالأب بدلاً من “قداستك” فكان رمزاً للتواضع بارتدائه العبا البيضاء البسيطة.

إنجازات البابا فرانسيس

انتخب البابا فرانسيس في 13 مارس 2013 بعد استقالة سلفه بندكتس السادس عشر، حيث ورث كنيسة في أزمة، تواجه فضائح تتعلق بالاعتداءات الجنسية بين رجال الدين وصراعات داخل الكوريا. ارتكزت قيادته على إعادة بناء المصداقية والمساءلة، وأدخل تغييرات كبيرة نحو الانفتاح والشفافية.

كان لسيرة البابا فرانسيس المتواضعة التي انطلقت من الأحياء الفقيرة في بوينس آيرس تأثير كبير على رسالته الرعوية، حيث أصبحت العدالة الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من حبريته، مع التركيز على الفقراء واللاجئين والمجموعات المهمشة.

حوارات بين الثقافات والأديان

كان من أبرز سمات حبريته التفاعل مع الشرق الأوسط والعالم العربي. إذ قام بزيارات تاريخية لدول الخليج، منها الإمارات العربية المتحدة في 2019 والبحرين في 2022، حيث أشار فيها إلى التزامه بالحوار بين الأديان وحرية العبادة.

خلال زيارة الإمارات، وقع البابا فرانسيس مع شيخ الأزهر أحمد الطيب “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي أكدت على أهمية التعاون لرفض العنف والتطرف. وعزز من تلك الجهود من خلال زيارته إلى العراق عام 2021، حيث التقى آية الله العظمى علي السيستاني، مما كان له تأثيرات عميقة في الحوار بين الأديان.

دعوة للسلام والعدالة

كان البابا فرانسيس معروفًا بمناصرته للمظلومين، وصرح خلال رسالته في عيد الفصح التي سبقت وفاته بالنداء إلى الفلسطينيين، ودعا إلى وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وأثنى تو theologian الفلسطيني منتصر إسحاق على تعاطف البابا والتزامه الدائم بقضايا الشعب الفلسطيني.

بعد تصعيد الأحداث في غزة، استمر البابا في انتقاد الحملة الإسرائيلية، معبرًا عن اعتقاده بأن الأفعال قد تصل إلى مرتبة الجرائم ضد الإنسانية.

التأثير على العالم الإسلامي

تلقى البابا فرانسيس تعازي كبيرة من القادة العرب والمسلمين. ووصفه العديدون بأنه كان صوتًا للسلام والعدالة. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال إنه كان “صوتًا للسلام والمحبة”. بينما أشاد مسؤولون آخرون بجهوده في تعزيز الحوار بين الأديان.

وأكد الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، على أن صداقته مع البابا كانت لها تأثير عميق على التعاون بين رابطة العالم الإسلامي والفاتيكان.

إرث البابا فرانسيس

يترك البابا فرانسيس إرثاً غنياً من السلام والحوار بين الأديان. إذ سيُذكر كرمز لمناصرة الإنسانية وتنمية العلاقات بين المجتمعات المختلفة. وبالنظر إلى تاريخه، يتمنى الكثيرون أن يكون مصدر إلهام للقادة الروحيين في جميع أنحاء العالم، وأن تستمر جهوده في تعزيز العيش سوياً بسلام

Scroll to Top