Skip to content

التحديات الجديدة في لبنان: مساعي الحكومة لتعزيز السيادة ومواجهة حماس حزب الله وسط تفاؤل حذر بمستقبل البلاد

أجواء من التفاؤل الحذر تتزامن مع الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية

إلى أين يتجه لبنان بعد عقود من الاضطراب؟

تميزت الذكرى الخمسون لاندلاع الحرب الأهلية في لبنان، التي تم الاحتفال بها في 13 أبريل، بتفاؤل حذر. يشعر العديد من المواطنين اللبنانيين بأنهم أمام فترة جديدة بعد عقود من الظلام، حيث بدأت النجوم تتراصف في صالحهم. تعرض حزب الله، الذي أثار الفوضى في لبنان لأكثر من أربعين عامًا، لضرر كبير، في وقت تدهور فيه النظام الحاكم في سوريا، مما أسهم في تقليل النفوذ الإيراني على لبنان. بالإضافة إلى ذلك، بدأ يتشكل نظام حكم مركزي كفء، حيث تم تعيين رئيس جديد وتشكيل حكومة بعد فترة طويلة من الأزمة السياسية.

التوجهات الجديدة: دور الولايات المتحدة

تساهم المشاركة المكثفة للولايات المتحدة في لبنان، تحت قيادة مورغان أورتغوس، نائبة ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس ترامب، في تعزيز هذا التفاؤل. تركز الأعين على مسألة نزع سلاح حزب الله، حيث يدرك الرئيس اللبناني الجديد، جوزيف عون، المخاطر المحتملة للنزاع الداخلي، ويعمل على مواصلة الحوار. جدد عون التزامه بضرورة “احتكار الدولة للسلاح”، مع التركيز على دمج حزب الله في الجيش اللبناني، وليس كقوة مستقلة كما كان الحال مع الميليشيات الشيعية في العراق.

جهود الحكومة اللبنانية في تعزيز الاستقرار

تقوم الحكومة اللبنانية بجهود غير مسبوقة للحفاظ على الأمن. تم نشر الجيش اللبناني في معظم المناطق التي تركتها القوات الإسرائيلية، ويعمل على تفكيك البنية التحتية لحزب الله. وفقًا للتقارير، قام الجيش منذ سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر بمعالجة حوالي 500 موقع عسكري تابع للحزب، بما في ذلك مخازن الأسلحة والأنفاق. كما تمكن الجيش من السيطرة على 196 من 260 موقعًا تم تحديدها من قبل القوات الدولية “يونيفيل” في جنوب لبنان.

التوترات مع حزب الله وأهمية السلاح

يبدو أن حزب الله في موقف حرج. فهو من جهة يدرك ضعفه بعد تصفية معظم قيادته وتضرر بنيته التحتية العسكرية، ومن جهة أخرى، لا يزال يؤكد بشدة، على غرار حماس، على أن جوهر وجوده هو الجهاد والمقاومة، رافضًا فكرة نزع سلاحه. ينتظر الأمين العام لحزب الله، نصر الله، ردود الفعل على التحركات السياسية والضغوط من السياسيين اللبنانيين، حيث قال إن “لا أحد سيفككنا من السلاح”.

تحذيرات من التصعيد

يشعر النقاد بالقلق من أن احتفاظ حزب الله بالسلاح هو مبدأ ديني وإيماني عميق الجذور، مما يجعل من الصعب نزع سلاحه فعلًا، حتى مع ادعاء الحرب التي أظهرت فشله في حماية لبنان. يشير مراقبون إلى أن الوضع قد ينذر بتجدد نزاع داخلي، ويدعون إلى وضع خطة واضحة لنزع سلاح حزب الله دون أي تلاعب بالألفاظ.

المخاوف الإسرائيلية

على الصعيد الإسرائيلي، هناك ما يمكن اعتباره إنجازًا استراتيجيًا كبيرًا في الحرب، حيث تم تقليل التهديدات الموجهة إليها بشكل كبير. لا تزال دولة الاحتلال تلتزم بوقف إطلاق النار، وهي تسعى إلى تنظيم حوار واسع برعاية أميركية لمناقشة القضايا القائمة.

في الوقت الذي يبدو فيه أن هناك تفاؤلاً حذرًا في لبنان، لا يزال العديد من اللبنانيين يشعرون بالريبة، حيث إن حزب الله لن يختفي أو ينزع سلاحه بالكامل، ولكن قد تكون هناك فرصة لغيابه كقوة عسكرية بارزة في الجنوب، مما يسفر عن استقرار نسبي تحت الرعاية الأمريكية

Scroll to Top