الوضع البيئي الحرج في القطب الشمالي وتأثيراته العالمية

تدهور حالة الجليد البحري

بحسب الخبراء، فإن التطورات المثيرة للقلق في القطب الشمالي تتفاقم بفعل الأحداث الجيوسياسية المحلية. مستويات الجليد البحري في القطب الشمالي تسجل أدنى مستوياتها على الإطلاق، وسيكون هناك مناطق لن تحتوي على جليد في الأشهر الصيفية قريباً. يعتبر القطب الشمالي في حالة تدهور نهائي، حيث سيؤدي فقدان الجليد البحري وذوبان التربة الصقيعية إلى عواقب عالمية. تعمل التربة الصقيعية كخزان ضخم للمواد العضوية، بما في ذلك النباتات والحيوانات الميتة. وعندما تذوب، تطلق الغازات الدفيئة الضارة بدلاً من احتباسها.

تأثيرات فقدان الجليد البحري

يشكل فقدان الجليد البحري تهديداً للحياة البرية في القطب الشمالي ولـ 400,000 شخص من السكان الأصليين الذين يعيشون في هذه المنطقة. الظروف الحالية تجعل من الصعب مراقبة وتخفيف هذا التدهور. الولايات المتحدة، التي كانت لفترة طويلة رائدة عالمية في العلوم البيئية، تواجه تقليصات حكومية، إذ أُمر الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بتخفيض 10% من قوتها العاملة.

تداعيات النزاع الجيوسياسي

تسيطر روسيا على ما يقرب من نصف مساحة القطب الشمالي، ولكن بسبب الحرب الحالية في أوكرانيا، تواجه روسيا عزلة دبلوماسية في المجتمع العالمي. مما يعني أن الأبحاث الحيوية المتعلقة بالقطب الشمالي متوقفة تقريباً حتى تنتهي الأعمال القتالية. وفي هذا الصدد، قال كيم هولمن، عالم المناخ والبيئة في جامعة UiT في النرويج: “فقدان البيانات الروسية يمثل خسارة كبيرة للبشرية وقدرتنا على اكتشاف التغيرات”.

أهمية الجليد البحري في القطب الشمالي

تصف تويلا مون، العالمة المساعدة في المركز الوطني للثلوج والبيانات الجليدية، القطب الشمالي بأنه “نظام تكييف كوكبي”. يعمل الجليد البحري في القطب الشمالي كمرآة تعكس طاقة الشمس بعيداً عن الأرض. وبدونه، تمتص المحيطات المزيد من الطاقة، مما يؤدي إلى تفاقم ظروف المناخ. وفقاً لمون، “هناك كمية هائلة من التغيرات تحدث في القطب الشمالي حالياً”.

ما يمكن القيام به بشأن تدهور القطب الشمالي

الحل على المدى الطويل هو الحد من التلوث الضار واستبدال الوقود الأحفوري بالطاقة المتجددة النظيفة. وفاتفاق ثنائي بين كندا والدنمارك (التي تشرف على السياسة الخارجية للجرينلاند) لحماية القطب الشمالي سيكون خطوة إيجابية أخرى. فهم المشكلة هو خطوة أساسية نحو حلها، ورغم أن الظروف الحالية قد تجعل ذلك صعباً، لا يزال هناك الكثير الذي يمكن القيام به على المستوى المحلي. كما يُمكن للناس التواصل مع ممثليهم المحليين حول تخفيضات الأبحاث لخلق تغيير إيجابي