القتال في غزة: إلى أين يتجه الصراع؟
الوضع الحالي للقوات العسكرية
بعد مرور عام ونصف من الصراع، يجد الجيش الإسرائيلي نفسه في موقف معقد، يعاني من ضغوط مختلفة من الجمهور، وعائلات المحتجزين، والقيادة السياسية. لا يمكن للجيش الانسحاب دون تحقيق أهداف أساسية، لكنه أيضاً يواجه تحديات كبيرة في الاستمرار في القتال. يبدو أن الخيار الافتراضي هو التقدم إلى الأمام، لكن هذا قد يؤدي إلى احتلال طويل الأمد في غزة، وهو ما يعتبره العديد من القادة غير مستدام.
تحديات الأهداف العسكرية
تشير مصادر من وزارة الدفاع والجيش والمخابرات إلى أن الجيش الإسرائيلي يعلم أنه لا يمكنه تحقيق أحد أهدافه الرئيسية، وهو تحرير المحتجزين. في ظل تكلفة السيطرة العسكرية على غزة، هناك تساؤلات حول جدوى تحقيق الهدف الثاني وهو هزيمة حماس. مع استمرار القتال، يواجه الجيش الإسرائيلي انتقادات متزايدة من الجمهور الذي لا يفهم سبب تجدد الحرب، بالإضافة إلى عائلات المحتجزين التي تخشى على سلامة أحبائهم.
الاستراتيجيات الحكومية
في ظل هذه الظروف، يشعر الجيش الإسرائيلي بضغط من القيادة السياسية التي تتوقع تحقيق نتائج ملموسة، بينما يتزعم وزير الدفاع الدفاع الإسرائيلي، الذي يؤكد على أهمية السيطرة على شحنات المساعدات الإنسانية، باعتبارها الوسيلة لتفكيك حماس. يواجه الجيش توازنًا دقيقًا بين تنفيذ الأوامر العسكرية وضمان سلامة المدنيين.
الخيارات المتاحة وعدم القدرة على التراجع
يوضح الخبراء العسكريون أن الجيش لا يمكنه الانسحاب دون أن يعتبر ذلك استسلامًا، ولا يمكنه البقاء بلا حراك أمام تهديدات منظمات الإرهاب. لذلك، يبقى خيار التقدم هو البديل الوحيد المتاح، ولكن هذا سيثير تساؤلات عن نتائج هذا التقدم وكيف سيكون تأثيره على المدنيين في غزة.
استشراف المستقبل
حسب تقديرات الهيئة العليا للجيش، يجب أن تكون السيطرة العسكرية على غزة طويلة، بتكاليف بشرية ولوجستية عالية. في ظل الوضع الحالي، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب في الدخول في مفاوضات مع حماس، مما يزيد من تعقيد الأمور. ومع إغلاق باب المفاوضات، يظهر الجيش في موقف صعب بين خيارات محدودة.
تصريحات القيادة العسكرية
أكد قائد الجيش أن العمليات الجارية تهدف إلى الضغط على حماس للوصول إلى اتفاق يشمل تحرير المحتجزين. ومع ذلك، تتصاعد التساؤلات حول ما إذا كانت هذه العمليات ستنجح في تحقيق نتائج ملموسة، حيث تظل خيارات مثل الاحتلال المستمر أو التوصل إلى اتفاق مع حماس قائمة.
التحولات السياسية
تشير التطورات السياسية إلى أن الحكومة تحتاج إلى اتخاذ خيارات صعبة؛ إما احتلال Gaza لفترة طويلة مع المخاطر المصاحبة لذلك أو تحقيق اتفاق مع حماس. بينما يسعى الجيش إلى تحقيق الأهداف العسكرية المعلنة، يتضح أن الطريق نحو مخرجات ملموسة يبقى معقدًا.
تظل الخيارات المتاحة للحكومة وللجيش محدودة، ويعتمد نجاحها على قدرتها على التعامل مع الضغوط المتزايدة من جميع الأطراف المعنية