الحكومة تقرر العودة إلى المنازل – لكن من يقرر كيف؟
العودة إلى مناطق النقب الغربي كمحك وطني
أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن العودة إلى التجمعات السكانية في مناطق النقب الغربي لم تعد قضية “هوامش”، بل أصبحت مسألة قومية. تمثل هذه العودة اختباراً حقيقياً: هل سيتمكن المجتمع من بناء شبكات إنسانية إلى جانب الجدران الأسمنتية؟ يجب على الدولة، من خلال مختلف هيئاتها، إرسال رسالة واضحة ومتسقة ومتعاطفة مع السكان.
اعتبارًا من نهاية يوليو، سيتمكن سكان ستة تجمعات سكانية، هي باري، هوليت، كيسوفيم، كفار عزة، نحل عوز ونير عوز، من العودة إلى منازلهم. هذه هي المرة الأولى منذ 7 أكتوبر التي تعلن فيها الدولة بوضوح أن “حماية المنازل بيدنا”.
إلغاء رسوم النقل والإعادة السيئة
على الرغم من قرار الحكومة، تم إلغاء الرسوم المدفوعة لنقل السكان. يجبر هذا القرار الذين يختارون البقاء في الفنادق أو الشقق المستأجرة أو عند الأقارب على تحمل التكاليف بأنفسهم. يشعر العديد من الأهالي بفقدان السيطرة، حيث يبدو أن الحكومة تفرض عليهم العودة مثلما أُجبروا على الرحيل.
أهمية التحكم الذاتي في عملية العودة
تشير التجربة التاريخية إلى أن الطريقة الأكثر فعالية لإعادة إحياء مجتمع ما هي السماح له بإدارة نفسه. خلال الحرب، أنشأت الحكومة “إدارة تِكُومة” التي أفسحت المجال للجمعيات التعاونية لتخطيط إعادة الإعمار.
تؤكد الحالة الراهنة على أهمية تقديم الدعم الحكومي بدلاً من فرض القرارات من الأعلى. فالبناء المادي وحده لا يكفي، بل يجب تعزيز الدعم النفسي والمجتمعي. مخاطر التجارب السابقة، مثل إعادة بناء الجسر في اليابان بعد زلزال 2011، تشير إلى أن بناء الهياكل الفيزيائية دون مراعاة السياق المجتمعي يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية.
التحديات الحالية أمام العودة
لا تزال ستة تجمعات سكانية تحتاج إلى معالجات أمنية وإصلاحات طويلة. كما أن الأمر مستمر حتى تعود الأسرى، مما يجعل الحديث عن العودة للحياة الطبيعية غير ممكن. عندما يُمنح السكان المسؤولية الحقيقية، يمكنهم تحويل الأزمة إلى فرصة.
الدعوة إلى الشراكة في جهود الإعمار
يتطلع الناس إلى حكومة توفر لهم الدعم، وليس الضغط. والتركيز على تخصيص موارد مرنة وشفافية، مع الالتزام بجدول زمني يحترم الإيقاع الإنساني، قد يؤدي إلى تحول إيجابي.
تقول تيراع ال كوهين، رئيسة مؤسسة “كدما – التوطين الشبابي”: “نحن سنعود، لكن يجب أن تكون العودة طريقة تمكننا من إحضار قلوبنا وعقولنا إلى منازلنا”.
في النهاية، يعود الأمر إلى كيفية دعم الحكومة لهذا الجهد. إذا تم توفير الدعم المطلوب، يمكن أن تكون هذه المرحلة محورية جديدة في تاريخ الاستيطان الإسرائيلي