السعودية وإسرائيل: التحديات أمام تطبيع العلاقات بين القوتين والمنطقة في مفترق طرق

نُظم جديدة في العلاقات السعودية الإسرائيلية: آفاق ورهانات

زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة

من المنتظر أن يقوم ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بزيارة إلى الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ سبع سنوات. تأتي هذه الزيارة في وقت حاسم، حيث يسعى الحميد إلى تحقيق أهداف استراتيجية تشمل توقيع اتفاقية حماية مشتركة شبيهة بتلك التي حصلت عليها قطر، بالإضافة إلى الحصول على طائرات F-35 والتقدم في الوصول إلى التقنيات الأمريكية لتطوير برنامج الطاقة النووية السلمية في المملكة.

العوامل المؤثرة في العلاقات بين السعودية وإسرائيل

أعرب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عن ثقته في إمكانية أن تعترف السعودية بإسرائيل قبل نهاية العام. ومع ذلك، حذر بعض الخبراء، مثل علي الشهابي، من أن فرص حدوث ذلك تبدو ضئيلة، مشيرين إلى أنه “ما لم يحدث تغيير جذري في السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، سيكون من الصعب تأسيس علاقات دبلوماسية رسمية”.

يعتبر الشهابي أن الضغط على إسرائيل للاعتراف بالدولة الفلسطينية هو أحد الأدوات الأخيرة لدى الدول العربية لتحقيق الاستقرار الإقليمي. ومن جانبه، أكد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، على أنه لا يتوقع أي تقدم في هذه العلاقات إذا كانت الشرط هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

المخاوف والفرص

تأتي زيارة بن سلمان في ظل توترات متزايدة في العلاقات بين السعودية وواشنطن بعد قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي. رغم ذلك، يُنظر إلى أي اتفاق محتمل حول الطاقة النووية أو صفقة طائرات F-35 كخطوة نحو تحسين العلاقات، حتى وإن لم تكن هناك ضمانات على أن هذه الاتفاقات ستتطلب موافقة الكونغرس.

على الرغم من التفاؤل الذي عبر عنه ترامب حول إمكانية تطبيع العلاقات، شدد الشهابي على أن الوضع الحالي في إسرائيل ورغبات ولي العهد قد تجعل من تحقيق هذه الأهداف أمرًا بعيد المنال في الأمد القريب.

آفاق المستقبل

ستظل المفاوضات بين السعودية والولايات المتحدة، وكذلك بين السعودية وإسرائيل، محور التركيز في الأسابيع المقبلة. في حين أن الوضع الإقليمي قد يشهد تغييرات، فإن تحقيق تقدم ملموس يتطلب جهودًا مشتركة وإدارة دقيقة للعلاقات الدبلوماسية.

في النهاية، فإن السؤال حول ما إذا كانت السعودية ستتمكن من تحقيق تقدم في علاقاتها مع إسرائيل يبقى مفتوحًا، وسط تحذيرات من ضرورة تغيير السياسات الإسرائيلية لضمان نجاح أي محادثات مستقبلية.

Scroll to Top