إسرائيل تشن غارة بطائرة مسيرة بالقرب من دمشق بعد دعوة زعيم درزي للقيام بعمل
تفاصيل الغارة
نفذت إسرائيل يوم الأربعاء ضربة جوية بطائرة مسيرة قرب العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد ساعات من دعوة زعيم درزي مثير للجدل للسلطات الإسرائيلية لـ”العمل” من أجل مصلحة الطائفة الدينية الأقلية. وأفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي كاتس في بيان مشترك أن الغارة استهدفت “مجموعة متطرفة” جنوب دمشق بينما كانت تستعد لتنفيذ هجوم على أفراد من المجتمع الدرزي في بلدة صهنايا السورية. واعتبر نتنياهو أن الضربة كانت “عملية تحذير” وأن “رسالة صارمة” نُقلت إلى النظام السوري، حيث تتوقع إسرائيل منه أن يتخذ التدابير اللازمة لمنع أي أذى يلحق بالدرز.
دعوة زعيم درزي
في وقت سابق من يوم الأربعاء، دعا موفق طريف، الزعيم الدرزي المقيم في إسرائيل والذي تربطه علاقات وثيقة بالحكومة الإسرائيلية، إسرائيل واليهود حول العالم والمجتمع الدولي إلى “التحرك الآن، فورًا، لمنع مجزرة”. وقال: “يجب على إسرائيل ألا تقف مكتوفة اليدين في مواجهة الأحداث التي تتكشف أمامنا”. كما أكد على ضرورة تحمل القادة الإسرائيليين “عبء الإثبات والعمل”.
الوضع السوري
تشير التقديرات إلى أن إسرائيل لديها مجتمع درزي صغير، بالإضافة إلى حوالي 24,000 درزي يعيشون في مرتفعات الجولان المحتلة التي استولت عليها من سوريا في حرب الأيام الستة عام 1967. وقد قوبل قرار إسرائيل بضم هذه المنطقة عام 1981 بمعارضة كبيرة من معظم الدول ومن الأمم المتحدة. وقد اندلعت أعمال عنف في منطقة جيرامانا ذات الأغلبية الدرزية قرب دمشق في وقت سابق من الأسبوع، مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص، بعد أن انتشرت تسجيلات صوتية تتضمن إهانات موجهة إلى النبي محمد وشخصيات دينية إسلامية.
ردود الأفعال
ذكرت وزارة الداخلية السورية أنها تتابع التحقيق في أصل التسجيل الصوتي ودعت إلى التهدئة. ومن جانب آخر، دعا المفتي العام لسوريا، أسامة الرفاعي، إلى إنهاء أي دعوات للانتقام أو الانتقام، واصفًا إراقة أي دم سوري بأنها “حرام”. ومع ذلك، قال طريف بعد الضربة الجوية إنه يشعر أن “تغييرًا قادمًا قريبًا” وأكد أن “دولة إسرائيل والجيش والعالم يقفون معنا”.
نظرة خارجيّة
الضربة التي تمت يوم الأربعاء تعتبر أحدث تدخل إسرائيلي في سوريا منذ أن تم الإطاحة بحكومة بشار الأسد في العام الماضي على يد مقاتلي المعارضة. وقد سعت الحكومة السورية الجديدة إلى إعادة بناء العلاقات مع المجموعات الدينية والعرقية المختلفة في البلاد وتعزيز العلاقات الدبلوماسية.
في لبنان المجاور، علق وليد جنبلاط، زعيم الطائفة الدرزية، بالقول إن “إسرائيل تسعى لاستغلال الدروز لإحداث انقسامات داخلية في سوريا” ودعا إلى سوريا موحدة. من جانبه، أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضربة واعتبرها استفزازًا غير مقبول، مؤكدًا على ضرورة التوصل إلى توافق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن السياسات في سوريا.
تعمل إسرائيل منذ أشهر على تعزيز ضغوطها على الولايات المتحدة للحفاظ على سوريا ضعيفة ومفككة، بينما صرح وزير المالية الإسرائيلي بزاليل سموتريتش بأنه لن تنتهي الحرب على غزة حتى “يتم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين” ويتم تفكيك سوريا