Skip to content

العرب ينعون البابا فرنسيس، رمز الحوار بين الأديان والدفاع عن كرامة الإنسان

عرب ينعون وفاة البابا فرنسيس، advocate للحوار بين الأديان وكرامة الإنسان

Pope Francis: رمز التواضع والإصلاح في الكنيسة الكاثوليكية

يفضل البابا فرنسيس أن يُطلق عليه لقب “الأب” بدلاً من “قداستكم”، وارتدى عمامته البيضاء البسيطة حاملاً رسالة تواضع تتجاوز أسوار الفاتيكان. غسل أقدام المهاجرين، وعانق الفقراء والمهمشين، وذكّر العالم بأن القوة الحقيقية تكمن في الخدمة، وليس في المراسم. من أحياء بوينس آيرس الفقيرة إلى الممرات الرخامية للكرسي الرسولي، لم يفقد خورخي ماريو بيرغوليو – الذي انتُخب في 13 مارس 2013 – تواصله مع أولئك الذين يعيشون على الهامش.

توفي البابا فرنسيس يوم الاثنين بعد عام من تدهور صحته، حيث عانى من التهاب رئوي مهدد للحياة مرتين خلال عام 2025. وقد واصل الحديث عن القضايا العالمية حتى اللحظات الأخيرة من حياته، ويُعتبر أول بابا من الجنوب العالمي وقوة ثورية في الكنيسة الكاثوليكية الحديثة.

إنجازات البابا فرنسيس في الحوار بين الأديان

كان أحد العناصر المميزة في بابويته هو تفاعله مع الشرق الأوسط والعالم العربي. عُرفت قيادته بجعل الحوار بين المجتمعات الإسلامية والمسيحية جزءاً من أولويات عمله، مع التركيز على السلام وكرامة الإنسان. في عام 2019، أصبح البابا أول بابا يزور الخليج العربي، حيث سافر إلى الإمارات العربية المتحدة، وزار البحرين في عام 2022، مما أبرز التزامه بالحوار بين الأديان وحرية الدين.

خلال زيارته للإمارات، وقع البابا مع شيخ الأزهر أحمد الطيب “وثيقة الأخوة الإنسانية”، وهي اتفاقية تعهدت بشراكة دائمة لرفض العنف والتطرف. كما عاد التأكيد على التزامه بالسلام من خلال خطوات تاريخية، مثل زيارته للعراق حيث التقى بالمرجع الشيعي الكبير علي السيستاني.

التأثير المستمر لفرانسيس على القضايا الإنسانية

امتدت مواقف فرانسيس الإنسانية حتى آخر أيامه، حيث خصص جزءًا من رسالته في عيد الفصح للحديث عن الفلسطينيين في غزة، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية. وعبّر عن أسفه لوضعهم، مما جعله يكتسب محبة الكثيرين منهم، بما في ذلك المسيحيين الفلسطينيين.

دعا في مناسبات مختلفة إلى التحقيق في الحملات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مُعتبرًا إياها “غير أخلاقية” و”غير متناسبة”. تعكس هذه التصريحات التزامه بالدفاع عن حياة المدنيين وكرامتهم في مناطق النزاع.

تعازي القادة العرب

تلقت الوفيات التي آلمت المجتمع الدولي، خاصًة في منطقة الشرق الأوسط. فقد أعرب العديد من القادة العرب عن تعازيهم، معتبراً أن وفاة البابا فرنسيس تمثل خسارة للإنسانية جمعاء. عبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن حزنه شاكراً البابا على عمله الدؤوب من أجل السلام والمحبة. من الجانب الآخر، وصف ملك الأردن عبد الله الثاني البابا بأنه شخصية فارقة في تعزيز التسامح والحوار بين الثقافات.

إرث بابوي فرنسيس

يترك البابا فرنسيس خلفه إرثًا يتمحور حول السلام والعدالة الاجتماعية والحوار بين الأديان. ستظل جهوده لتشجيع الحوار والتفاهم بين المجتمعات، بجميع خلفياتها، علامة بارزة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية والعالم، ويُنتظر أن يستلهم قادة الدين والزعماء حول العالم بمبادئه الأبوية والتواضع.

الصلاة من أجل السلام والمحبة في العالم كانت دائمًا في قلب رسالته، مما يجعله شخصية خالدة في عقول وقلوب الكثيرين.

عواطف تجاه الراحل

رحيل البابا فرنسيس ترك أثرًا عميقًا في القلوب، فقد استذكر كثيرون تواضعه و Empathy واهتمامه بمصير الشعوب. كما عبّر البعض عن أمنياتهم بأن تستمر مبادئه وممارساته في إلهام الآخرين، لا سيما في ظل التحديات العالمية الحالية.

إن وفاة هذا القائد الروحي قد تكون لحظة حزينة، ولكن إلهامه وأفكاره ستظل خالدة في الوعي الجمعي للعالم

Scroll to Top