عودة أحفاد النكبة إلى فلسطين وسط تصاعد الصراع
النكبة كذكرى حية
منذ طرد 750,000 شخص من منازلهم في عام 1948، تتجسد النكبة، أو “الكارثة” باللغة الإنجليزية، كلحظة تاريخية تأخذ طابعًا حيويًا، تلقي بظلالها على واقع الفلسطينيين اليوم وخوفهم من المستقبل. تعتبر تجارب أجدادهم ليست مجرد حقائق موروثة، بل حضورًا حيًا يؤثر على طريقة تفكيرهم وحركتهم وحياتهم اليومية. ومع إحياء يوم النكبة الثاني منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، يكثُر شعور الفلسطينيين في المهجر بالثقل الذي تحمله هذه الذكرى.
التحولات في حياة الفلسطينيين الأمريكيين
يعيش الكثير من الفلسطينيين الأمريكيين تجربة تعايش مع التوتر بين تراثهم الثقافي وهويتهم الأمريكية. يقول العديد من الفلسطينيين الذين تم استجوابهم إنهم فضلوا استخدام أسمائهم الأولى فقط لحماية أنفسهم من التبعات الممكنة من أصحاب العمل أو الجامعات. “لماذا ينبغي علي فقط العيش في أمريكا بينما يمكنني أن أكون في فلسطين؟”، يتساءل بعضهم.
تجارب شخصية
رحلة “ربيع” إلى الوطن
ربيع، 28 عامًا، هو نموذج لأحد الفلسطينيين الذي يمكنه العودة بفضل “هويته” الفلسطينية التي ورثها عن والدته. تم تهجير عائلته من حيفا والقدس الغربية، وقد قرر بعد الحرب الأخيرة في غزة أن يعود إلى الوطن. “أنا محظوظ كفلسطيني، حيث أستطيع ممارسة حق العودة والوجود هنا قانونيًا”، يقول ربيع، مشيرًا إلى أن العمل في الولايات المتحدة لم يعد يسد رمق طموحه.
نظرة “رنا” إلى النكبة
رنا، 26 عامًا، المنحدرة من عائلة نُقلت من اللد، تقوم باستكشاف دورها في قضيتها الوطنية. تعبيرها عن الهوية الفلسطينية أصبح أكثر وضوحًا بعد الحرب على غزة، مما جعلها تعبر عن فخرها بانتمائها. “أؤمن أن كونك فلسطينيًا هو الإختبار الأكبر والأشرف في حياتي”، تقول رنا.
التعلم من التاريخ
لليون، 25 عامًا، قصة خاصة بها؛ جدها هرب من قرية قرب طولكرم عام 1948. “الأحداث الحالية في غزة تظهر بشكل جلي كيف استمر النزاع”، تقول، مشيرة إلى الحاجة الماسة لفهم تفاصيل التاريخ لمواجهة التحديات الحالية.
تأثير الصراع على الهوية الفردية
بالنسبة ل”نادين”، 28 عامًا، فإن التعرف على ماضي عائلتها قد تغير بعمق بعد رؤية الأهوال التي تجري في غزة. تعزز الوعي التاريخي لديها وأصبحت أكثر انخراطًا في قضايا وطنها. “لقد أصبحت كل شيء يتعلق بفلسطين بالنسبة لي، من الطريقة التي أعيش بها حتى الأشياء التي أشتريها”، تضيف نادين.
الدعوة للتغيير
الشعور بالمسؤولية تجاه فلسطين ولّد دافعًا قويًا للكثير من الفلسطينيين في المغترب للبحث عن طرق للمساهمة في قضايا وطنهم، سواء كان ذلك عن طريق التعليم، المناصرة، أو تحديد مساراتهم المهنية التي تعكس قيمهم وتاريخهم. يتم تسليط الضوء على الحاجة الملحة لاستعادة الهوية الفلسطينية الفريدة من خلال إحياء ذكرى النكبة ومواجهة الواقع الحالي في غزة.
هذا التقرير يبرز الأثر العميق للنكبة على حياة الفلسطينيين في الشتات، الذين يسعون بكل جهدهم للعودة إلى وطنهم ومواجهة التحديات التي تطرحها الظروف الحالية