كيف نعيش في تل أبيب وسط الأزمة الاقتصادية: دعوة للعمل
غلاء المعيشة في إسرائيل 2025
في عام 2025، أصبحت الحياة في إسرائيل عبارة عن رحلة بقاء مستمرة. تزايدت الضرائب والأسعار بشكل ملحوظ، مما أثر سلبًا على معظم الإسرائيليين، الذين يشعرون بأن عجزهم المالي أصبح سمة أساسية للحياة اليومية. تزداد الأوضاع سوءًا في تل أبيب، حيث يسعى سكان المدينة إلى التمتع بمزايا الحياة الفاخرة، مثل المطاعم والحانات والمراكز التجارية، بينما تستمر أسعار السكن في الارتفاع.
الفعالية في بيت راديكال
جرت فعالية بعنوان “ألعاب الجوع: كيف ننجو في تل أبيب؟” في مركز بيت راديكال، الذي أصبح نقطة تجمع رئيسية للمحاضرات حول القضايا الاجتماعية. وقد ضمت الفعالية مجموعة من الخبراء الذين قدّموا حلولًا وعرضوا استراتيجيات للتكيف مع الوضع الراهن. كان المتحدث الأول سبيستيان فالريشتاين، خبير في تخطيط المدن، الذي تابع تفسير أسباب أزمة الإسكان وارتفاع الأسعار.
تلاه أوري مائير تشيزك، مؤلف كتاب “سياسة الطعام”، الذي ناقش كيفية كسر الاحتكارات في السوق. بعده، تحدثت المحامية لينور دويتش-بين، المديرة التنفيذية لمنظمة لابي 99، التي تسعى لتعزيز المصالح العامة مقابل صانعي القرار في الكنيست. اختتم الفعالية غالي كولوج، كاتب مستقل في مجال المستهلكين ومدافع عن حقوق المستهلك.
دعوة للعمل من المواطنين
خلال الفعالية، أعرب كولوج عن أهمية عدم التزام الصمت ورفض الأساليب التقليدية للاستهلاك. وقال إنه يجب على المستهلكين “تنظيم أنفسهم” لمواجهة هذه التحديات. مع ذلك، كان هناك شعور عام بعدم اليقين حول مدى قدرة هذه المبادرات على التأثير بشكل فعال.
في حديث مع معيان فخيمة، مديرة النشاط الشبابي في بلدية تل أبيب، أكدت أنه لا يمكن الاعتماد على الحكومة لتقديم الحلول. وأكدت أن المدينة بحاجة إلى أصوات المواطنين للمساعدة في اتخاذ القرار. “نحتاج إلى دعمكم لمساعدتنا في التأثير على صنّاع القرار”، قالت فخيمة.
إمكانية تغير الواقع الاقتصادي
عبر كولوج عن اعتقاده بأن الفعالية الحالية تمثل بداية التغيير. ومن المهم أن يتجمع الأشخاص الذين يبحثون عن تغيير حقيقي، لأن الحكومة الحالية لم تعد تلبي احتياجاتهم. ويوصي بالتخلي عن متاجر السلسلة الكبرى ودعم الشركات المحلية.
كما نوّه إلى أهمية المنصات الاجتماعية المحلية التي تقدم أسعاراً معقولة، مثل موقع “الحישوك” ومبادرات التعاون المدني. تمثل هذه الخيارات طرقًا فعّالة للمستهلكين للتأثير على الأسواق.
خطوات عملية نحو التغيير
يتطلب الأمر من سكان تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية اتخاذ خطوات فعّالة لتحقيق التغيير. من الضروري دعم المبادرات المحلية، استخدام الصينية الأهلية للشراء مباشرة من المنتجين المحليين، والتبرع للمنظمات التي تعزز مصالح المستهلكين.
إن الفعاليات مثل هذه تعكس بداية الأمل، حيث يمكن للحشود المحتشدة في بيت راديكال أن تمثل إرادة تسعى من أجل مستقبل اقتصادي أفضل، بيد أن الأمر يعتمد على المجتمعات المحلية في اتخاذ الخطوات المناسبة.
في النهاية، لا بد لنا من إدراك القوة التي نمتلكها كمستهلكين، وأن التغييرات يمكن أن تحدث عندما نبدأ في التفكير في كيفية إنفاق أموالنا بشكل واعٍ.