النمو المذهل للتحويلات المالية من المغتربين الهنود في دول الخليج
التحويلات المالية ودور المغتربين
تشير أحدث البيانات إلى أن المغتربين الهنود في دول الخليج، على الرغم من تشكلهم نحو ربع عدد السكان الهنود المغتربين، إلا أنهم يسهمون بما يقارب 40 في المئة من إجمالي التحويلات المالية البنكية في الهند. ويبلغ تعداد الشتات الهندي 35.4 مليون شخص، وفقًا للتقديرات الأخيرة المقدمة إلى البرلمان من قبل وزير الدولة للشؤون الخارجية، بابيترا مارغريتا. يُعتبر أفراد الشتات مصدرًا رئيسيًا لدخل العملة الأجنبية للهند، حيث تم تحويل 118.7 مليار دولار إلى البلاد في السنة المالية 2023-2024، حسب دراسة أجرتها بنك الاحتياطي الهندي.
نسبة التحويلات من دول الخليج
تشير التقارير إلى أن المغتربين الهنود في دول مجلس التعاون الخليجي ساهموا بما يقرب من 40 في المئة من هذا المبلغ، حيث تأتي النسبة الأكبر من الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر، بمعدلات تبلغ 19.2 في المئة و6.7 في المئة و4.1 في المئة على التوالي. وتظهر هذه الأرقام أن حصة التحويلات من المغتربين في الخليج مرتفعة بشكل غير متناسب مقارنةً مع حصتهم من إجمالي الشتات الهندي.
العدد والإحصائيات
من إجمالي 35.4 مليون هندي يعيشون في الخارج، هناك 9.7 مليون فقط، أي أكثر بقليل من ربع العدد الإجمالي، يقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي، وفقًا لبيانات وزارة الشؤون الخارجية الهندية. ويشار إلى أن معظم هؤلاء المغتربين يفضلون العمل في الخليج دون تخطيط للاستقرار الدائم، بل يسعون لتأمين مستقبلهم المالي في الهند.
العوامل المؤثرة في التحويلات
يُرجع الدكتور س. إيرودايا راجان، رئيس المعهد الدولي للهجرة والتنمية في ثيروفانانثابورام، كيرلا، هذا التوازن غير المتناسب إلى طبيعة الهجرة الهندية إلى الشرق الأوسط. حيث يوضح أن “الناس الذين يعملون في الخليج لا يخططون للاستقرار هناك، بل يعملون ويكتسبون المال لدعم أسرهم في الهند”.
تُعزى قدرة الكثير منهم على الادخار وإرسال المزيد من التحويلات إلى أن معظمهم يسافرون إلى دول الخليج بمفردهم، مما يجعلهم يركزون على العمل فقط. ومن بين 4.3 مليون هندي يعيشون في الإمارات، و2.65 مليون في السعودية، و1 مليون في الكويت، و830,000 في قطر، و665,000 في عمان، و350,000 في البحرين، يعيش الغالبية إما أعزب أو يتوقّف أسرهم في الهند.
التحويلات غير الرسمية
هناك أيضًا احتمال كبير بأن تكون القيمة الفعلية للتحويلات المالية من الهنود المغتربين أعلى مما تشير إليه البيانات الرسمية من بنك الاحتياطي الهندي. بينما شملت دراسة البنك 30 بنكًا واثنين من شركات تحويل الأموال وشركتين متخصصتين في التكنولوجيا المالية، فإن التحويلات الواردة من الخليج تصل إلى الهند أيضًا عبر وسائل غير رسمية. فإن فكرة قرب المنطقة ووجود الرحلات الجوية الرخيصة والمتكررة تسهل عملية نقل الأموال مباشرة من دول الخليج دون الحاجة لمعاملات بنكية رسمية.
المستقبل المتوقع للهجرة
على الرغم من إظهار بيانات البنك المركزي زيادة في نسبة التحويلات من الغرب وانخفاضها من الشرق الأوسط مقارنةً بالتقرير السابق في عام 2016-2017، يتوقع راجان أنّ الخليجيين سيستمرون في لعب دور رئيسي في المستقبل. ويعتقد أن الهجرة إلى الخليج ستظل قائمة على الأقل لمدة تتراوح بين 15 و20 عامًا قادمة، مشيرًا إلى أن العمليات القادمة من بلدان مثل كندا وأستراليا تعكس الاتجاهات قصيرة الأجل، حيث يسعى الأفراد إلى العودة للديار بأموالهم المتراكمة.
في الختام، يُظهر هذا التقرير أن المغتربين الهنود في الخليج لا يزالون ركيزة أساسية للدخل النقدي في الهند، مع توقعات لنمو مستمر في فعاليات الهجرة والتحويلات في المستقبل