الحوثيون يحققون إنجازات في البحر الأحمر بعد عام ونصف من الهجمات
خلفية الصراع
يؤكد عبدالكرم، داعية ديني مقيم في صنعاء، أن اليمن كانت على “الجانب الصحيح من التاريخ” خلال العام ونصف الماضيين. وقد أشاد قرار الحوثيين، الذين يحكمون أجزاءً واسعة من شمال غرب اليمن، بالرد العسكري على الحرب الإسرائيلية على غزة. ووفقًا له، “لم نتوقف عن العدوان الإسرائيلي، لكننا شكلنا تهديدًا كبيرًا”.
التصعيد العسكري والنشاط في البحر الأحمر
بعد شهر من بدء إسرائيل بشن هجماتها على غزة في أكتوبر 2023، أطلق الحوثيون حملة طائرات مسيرة وصواريخ استهدفت ما زعموا أنها سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر. هذه الحملة، التي أُطلقت تضامنًا مع الفلسطينيين، أدت إلى أكبر اضطراب في التجارة العالمية منذ جائحة كوفيد-19.
على مدى 18 شهرًا، نفذ الحوثيون هجمات على أكثر من 250 سفينة عسكرية وتجارية. خوفًا من القصف، اختارت السفن القادمة من أوروبا إلى آسيا عدم المرور عبر قناة السويس التقليدية، بل سلكت مسارًا أطول وأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي من إفريقيا.
التبعات التجارية والسياسية
أدى هذا الاضطراب التجاري الضخم إلى منح الحوثيين نفوذًا في الساحة الدولية، لكنه استخدم أيضًا كذريعة من قبل الإدارة الأمريكية المتعاقبة لشن هجمات مستمرة على اليمن. يبدو أن الحملة البحرية قد انتهت – على الأقل في الوقت الحالي. حيث وافق الحوثيون هذا الأسبوع على وقف الهجمات على السفن، في مقابل توقف الولايات المتحدة عن شن الغارات الجوية على اليمن؛ لكنهم سيواصلون الهجمات على السفن الإسرائيلية والأراضي الإسرائيلية.
المكاسب العسكرية والانتشار العالمي
استخدام الحوثيين للعمليات العسكرية في التضامن مع الفلسطينيين قد أسهم في تعزيز شعبيتهم المحلية ودفع حملة تجنيد فعالة. وازدادت أعداد مقاتلي الحوثيين من 220,000 في 2022 إلى 350,000 في 2024، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. كما تم استهداف الأطفال لتجنيدهم في صفوف الحركة، من خلال المناهج المدرسية المعاد صياغتها والمعسكرات الصيفية.
بنفس القدر، زادت تجربتهم العسكرية وتطوير تقنياتهم الحربية، حيث اختبر الحوثيون استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات غير المأهولة.
ردود الفعل الدولية والمحلية
على الرغم من المكاسب خلال الصراع، فإن هذه الحملة لم تكن مدعومة من الجميع في اليمن. إذ أعرب الكثير من اليمنيين عن قلقهم من تكاليف هذه الحملة على الأمن المدني والاقتصاد الوطني، حيث قتل آلاف المدنيين جراء الضربات الإسرائيلية والأمريكية وتضررت البنية التحتية بشكل كبير؛ وقد بلغ الضرر الذي تسبب به هجومان إسرائيليان على مطار صنعاء مؤخرًا حوالي 500 مليون دولار.
وفقا لاستطلاع للرأي في 2024 من قبل مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، يعتقد 76 في المئة من المشاركين أن هجمات الحوثيين ستؤثر سلبا على فرص السلام في الحرب الأهلية المعقدة. ومع ذلك، يبقى عبدالكرم في صنعاء مدافعًا عن موقف الحوثيين، مؤكدًا: “كنا نعلم أننا سندفع الثمن، وندرك أن الرد على العدوان مهمة صعبة”