# الرئيس السوري يدعو الدول الغربية لرفع العقوبات والسماح بإعادة الإعمار
## رفع العقوبات في المملكة المتحدة
دعا الرئيس السوري الجديد أحمد الشعار، دول الغرب إلى رفع العقوبات المفروضة على بلاده، وتمكينها من إعادة الإعمار بعد 14 عامًا من الحرب. في خطوة رئيسية نحو تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، أعلنت المملكة المتحدة الخميس الماضي عن رفع العقوبات المفروضة على وزارتي الدفاع والداخلية، بالإضافة إلى عدد من وكالات الاستخبارات.
## تفاصيل رفع العقوبات
نشر وزارة الخزانة البريطانية إشعارًا صباح الخميس يكشف عن رفع تجميد الأصول عن المديرية العامة للاستخبارات السورية، ووكالة المخابرات الجوية، ومديرية الأمن السياسي، فضلاً عن وزارتي الدفاع والداخلية. ويأتي هذا التحرك رغم كون الحكومة السورية يقودها شخصيات كانت جزءًا من هيئة تحرير الشام (HTS)، وهي مجموعة مسلحة أطاحت بنظام بشار الأسد واعتُبرت منظمة إرهابية محظورة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، قال الشعار: “إن العقوبات فرضت استجابةً للجرائم التي ارتكبتها النظام السابق ضد الشعب”.
## ردود أفعال ودلالات
في مارس، أقدمت المملكة المتحدة على رفع العقوبات عن 24 كيانًا سوريًا، بما في ذلك شركات النفط المملوكة للدولة والناقل الوطني، لتكون أول دولة ترفع تجميد الأصول عن البنك المركزي السوري. ورغم أن هذه الخطوة تدل على تحول كبير في السياسة البريطانية، إلا أنها قد لا تؤدي إلى تأثير مادي كبير ما لم تتبعها الولايات المتحدة.
عبر كريس دويل، رئيس مجلس الفهم العربي البريطاني، عن ترحيبه بخفض العقوبات، ولكنه أوضح أن “غياب تغييرات جدية من الولايات المتحدة قد لا يؤدي إلى تغييرات كبيرة.” وأشار إلى أن التحسن الحقيقي يتوقف على رفع الولايات المتحدة للقيود المصرفية، مما يتيح إجراء التحويلات المالية إلى سوريا.
## المطالب الأمريكية وتأثيرها
في وقت سابق من هذا العام، قامت الولايات المتحدة بتخفيف الحظر المفروض على المعاملات مع الحكومة السورية، مما سهل تقديم المساعدات الإنسانية. إلا أنها أبقت العقوبات سارية، مشروطة بمجموعة من الإصلاحات. في 18 مارس، سلم مسؤول أمريكي وزير الخارجية السوري ثماني مطالب، بما في ذلك حظر الأنشطة السياسية والعسكرية الفلسطينية علنًا وترحيل أعضاء من الفصائل الفلسطينية.
يبدو أن الحكومة السورية تتخذ خطوات لتلبية المطالب الأمريكية، حيث اعتقلت السلطات الأسبوع الماضي زعيمين بارزين من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهو ما أثار القلق في صفوف فصائل المقاومة.
## الأوضاع الأمنية والتوترات الإقليمية
تواجه الحكومة السورية الآن تحديات جديدة، بما في ذلك الضغوط الإسرائيلية المتزايدة. تحذر القوات الإسرائيلية من تهديد الأمن القومي بسبب وجود الفصائل الفلسطينية في سوريا، بينما ترفض العديد من أطياف الشعب السوري هذه الادعاءات، بما في ذلك المجتمعات الدرزية.
في حين يعاني السكان من تجدد العنف، شهدت البلاد مؤخرًا موجة من الهجمات ضد الأقلية العلوية، مما أدى إلى مقتل المئات، حيث يُنظر إليها على أنها عمليات انتقامية ضد المؤيدين للأسد.
تستمر الأحداث في سوريا في التداعي، مع تأكيدات بأن الوضع يتطلب حلاً شاملاً ودعماً دولياً لإعادة الإعمار والاستقرار في البلاد.