تجدد التوتر في لبنان: هيمنة حزب الله على السلاح تعيق جهود الدولة وقضية الجنود السابقين تكشف الانقسامات العميقة في الحرب

تواصل الجيش اللبناني تفكيك الذخائر المتروكة من الحرب الإسرائيلية

تفجيرات وعمليات تفتيش في جنوب لبنان

استمر الجيش اللبناني يوم السبت في تفجير الذخائر التي تركت من الحرب الإسرائيلية في جنوب لبنان، بالإضافة إلى مصادرة الذخائر في المنطقة جنوب نهر الليطاني. وسمعت انفجارات في أنحاء جنوب لبنان، مصحوبة برحلات استطلاعية من طائرات Cessna التابعة للجيش اللبناني.

إعاقات عبر نهر الليطاني

خلال جلسة الحكومة الأخيرة، أكد قائد الجيش الجنرال رودولف هيكل أن عبور نهر الليطاني من الشمال إلى الجنوب لم يعد ممكنًا دون المرور عبر نقاط التفتيش التابعة للجيش اللبناني. كما استعرض الجنرال هيكل إحباط ومصادرة المعدات والأسلحة والذخائر، حيث تمكن من تقديم إحصائيات من أكثر من 5000 مهمة.

دعوات للتحكم في السلاح

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن الرئيس جوزيف عون أن الأسلحة ستخضع لسيطرة الدولة هذا العام. ومع ذلك، فإن حملات المسؤولين في حزب الله تهدد بالاحتراب مع المسار الذي حدده الرئيس عون ورئيس الوزراء نواف سلام لتحقيق هذا الهدف.

استنكار سياسي لموقف حزب الله

خرج عدد من السياسيين اللبنانيين يوم السبت ضد محاولة حزب الله الاحتفاظ بأسلحته. وقال النائب السابق وزير العدل أشرف ريفي إن “الزعماء المتبقيين في حزب الله لم يتعلموا من دروس الكارثة التي تسبب فيها حزبهم”، زاعمًا أن حزب الله “غير مسؤول” ويحتفظ بأسلحته “لدعم طهران التي تتفاوض مع الولايات المتحدة على حساب اللبنانيين”.

موقف حزب الله وإيران

في هذا السياق، جاء تأكيد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، يوم الجمعة على أنه “يجب إزالة هذا الموضوع من مفرداتكم، لأنه لا أحد سيقوم بنزع سلاحنا”. وأشار إلى أن الانسحاب الإسرائيلي وجهود إعادة الإعمار يجب أن تأتي قبل أي مناقشات حول استراتيجية الدفاع.

كما دعم السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، موقف حزب الله، قائلاً يوم السبت إن “مشروع نزع السلاح هو مؤامرة واضحة ضد الدول”، محذرًا من “السقوط في فخ إسرائيل”.

انتقادات لأداء حزب الله

على الرغم من دعم أماني، فقد واجه حزب الله انتقادات واسعة. اعتبرت النائبة بولا يعقوبيان أنه يمثل استراتيجية لتعزيز موقف إيران التفاوضي مع الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن لبنان يُستخدم كأداة للمساومة.

دعوة للسيطرة على الأسلحة

أصدر الرئيس السابق ميشيل سليمان بيانًا يرى فيه ضرورة أن تكون الأسلحة تحت سيطرة الدولة، محذرًا من أن عدم السيطرة على الأسلحة قد يمنع بقاء الدولة ومؤسساتها. وصرح أيضًا بأن “الاقتصاد لن يزدهر، ولن نستعيد صداقتنا مع الدول الشقيقة أو المجتمع الدولي”.

الحاجة إلى السلام المدني

ودعا زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع إلى وقف التهديدات، مشيراً إلى أنه لا مكان للتهديدات في دولة ديمقراطية تسعى إلى السلام المدني. وطالب قادة حزب الله بتركيز جهودهم على “إعادة بناء دولة فعالة قادرة على استعادة كرامة الشعب اللبناني”.

تحليل سياسي

أفاد مصدر سياسي لصحيفة “عرب نيوز” أن رفض حزب الله لنزع السلاح، كما أعرب عنه نعيم قاسم، يهدف إلى الحفاظ على التوازن الداخلي وتعزيز المعنويات داخل الحزب. كما قد يشير الموقف الإيراني إلى محاولة للسيطرة على حزب الله، أو قد يكون محاولة لكسب الوقت

Scroll to Top