التعليم في مناطق النزاع: تجارب معلمين من لبنان، النيجر، أوكرانيا وأفغانستان
لبنان: تأثير الحرب على التعليم
تجربة محمد الديراني
بدأ محمد الديراني، البالغ من العمر 24 عامًا، مسيرته التدريسية في وادي البقاع عندما اندلعت الحرب في سبتمبر 2024. خلال أيام، دمرت قنبلة إسرائيلية منزله، مما أثر عليه نفسيًا وجسديًا. تم إجبار أسرته على الانتقال إلى شقة أصغر، بينما اضطرت المدرسة إلى تحويل الدروس إلى التعليم عبر الإنترنت لضمان حضور الطلاب النازحين.
وصف الديراني كيف أن العودة إلى التعليم الحضوري جلبت أجواء مشحونة بالخوف. تعرض الطلاب للأصوات المفاجئة التي تثير قلقهم. شارك تجربته الصعبة عندما بدأ الأطفال يبكون بسبب مشاعر الفقد.
دعم نفسي للطلاب
استخدم الديراني أساليب جديدة لدعم طلابه، مثل رسم المنازل المدمرة وشجّعهم على تخيل إعادة بناءها. قوبل العديد من الأطفال بصدمة عاطفية، مما دفعه لتكييف مهاراته التعليمية لمساعدتهم على التكيف والتعبير عن مشاعرهم.
النيجر: تحديات التعليم في ظل الأزمات
تجربة راماتولاي أنوباك مالكي
تتحدث راماتولاي أنوباك مالكي، المعلمة في النيجر، عن التحديات الكبيرة في التعليم نتيجة انقطاع التمويل الدولي منذ عامين. حيث يواجه الطلاب ظروف تعليمية صعبة، مثل overcrowded classrooms، ونقص الموارد الدراسية.
على الرغم من هذه التحديات، يواصل المعلمون صمودهم. وقد أسهمت جهود راماتولاي في إعادة فتاة تدعى باركاطو، عمرها 13 عامًا، للمدرسة بعد توقفها عن الدارسة بسبب الزواج المبكر.
أوكرانيا: التعليم وسط الاحتلال
تجربة أولينا شاباييفا
تعرضت أولينا شاباييفا، التي كانت تدير مدرسة في خورسان، لتجربة مرعبة بعد الاحتلال الروسي. أمضت أولينا وقتها في دعم طلابها وأهاليهم، بينما تحول التعليم إلى التعليم عن بعد.
تقول إن الحياة تحت الاحتلال أصبحت صعبة، مع نقص الغذاء والتهديد المستمر بالدعاية. ومع ذلك، تواصل أولينا قيادة مدرستها من أوديسا وتحاول تعزيز الروح القتالية لدى الطلاب عبر خلق بيئة تعليمية داعمة.
أفغانستان: التعليم في ظل طالبان
تجربة سميرة
سميرة، البالغة من العمر 19 عامًا، تتحدث عن صمود الطالبات في ظل حكم طالبان. بدأت بتقديم دروس تعليمية عبر الإنترنت للفتيات بعد أن توقفت التعليم في الصفوف العليا.
على الرغم من التحديات اليومية والمشاكل الفنية، تظل سميرة ملهمة لطالباتها، وتفرغ وقتها لمساعدتهن على التعلم والنمو، وتبحث عن طرق لتعزيز تعليمهن رغم الظروف الصعبة التي يواجهنها.
الخاتمة
تتجلى تجارب المعلمين في مختلف مناطق النزاع كدليل على القدرة البشرية على التحمل والإبداع في مواجهة الصعوبات. يسعى هؤلاء المعلمون إلى الحفاظ على صحة ورفاهية طلابهم، بينما يريدون مساعدتهم على تحقيق أحلامهم وتعويضهم عن الخسائر ومجابهة التحديات اليومية.